آخر الأخبار

هل سيُؤدّي الارتفاع “التاريخي” لأسعار البنزين إلى “ثورةِ جِياع” في أمريكا؟

هل سيُؤدّي الارتفاع “التاريخي” لأسعار البنزين إلى “ثورةِ جِياع” في أمريكا؟

وما هي المُؤشّرات التي تُؤكّد هذا الاحتِمال؟ وكيف خرج بوتين الفائز الأعظم والاقتصاد الغربي الضحيّة الأكبر؟

تقف الولايات المتحدة الأمريكيّة هذه الأيّام على حافّة احتجاجات شعبيّة ضخمة بسبب ارتفاع سعر البنزين، ووصول ثمن الغالون إلى أكثر من خمس دولارات لأوّلِ مرّةٍ في التّاريخ.
جميع السِّلع في أمريكا ارتفعت أسعارها ابتداءً من تذاكر الطّيران، ومُرورًا بالمواد الغذائيّة، وانتهاءً بالخدمات الصحيّة، بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع معدّلات التضخّم إلى 8.6 بالمئة، ولكن يظل ارتفاع غالون البنزين مسألةً أُخرى أكثر أهميّة لاعتماد معظم الأمريكيين عليه في تنقّلاتهم بالسيّارات ذات المُحرّكات الكُبرى والأكثر استهلاكًا له، خاصَّةً مع بدء الإجازات الصيفيّة حيث تزداد وتيرة السّفر والتنقّل بين الولايات.
الحرب الأوكرانيّة التي دخلت مُنذ أيّام المئة يوم الثانية، وسط مُؤشّرات قويّة تؤكّد الانتِصار الروسي فيها اقتصاديًّا وعسكريًّا باعتراف الخُبراء الغربيين وتنبّؤاتهم التي انعكست في افتتاحيّات الصّحف ومُناقشات القنوات التلفزيونيّة حيث لعبت وتلعب دورًا كبيرًا في هذا الارتفاع الكبير في أسعار النفط ونسب التضخّم، ويسود اعتقادٌ راسخ بأنّ الاقتصاديّات الغربيّة ستُواجه انكماشًا ورُكودًا اقتصاديًّا وشيكًا، واحتِمال وصول سعر برميل النفط إلى ما يَقرُب من 150 دولارًا في الأيّام القليلة المُقبلة (سعر خام برنت حاليًّا 124 دولارًا) بسبب إعلان انهِيارٍ وشيك لمُفاوضات فيينا النوويّة مع إيران، ووقف مُعظم عمليّات إنتاج النفط الليبي بسبب المُواجهات العسكريّة بين الميليشيّات المُتقاتلة، وفشل ضُغوط إدارة بايدن في إقناع دول الخليج (السعوديّة، الإمارات، الكويت، سلطنة عُمان) في زيادة إنتاجها، وفكّ ارتباطها مع اتّفاق (أوبك بلس) مع روسيا.
السيّدة رونا ماكدانيال رئيس اللجنة الوطنيّة في الحزب الجمهوري لخّصت أمس الوضع المُتوتّر في الأوساط الشعبيّة في أمريكا بقولها “السِّلع الأساسيّة باتت أسعارها أشبه بأسعار السِّلع الفاخرة، وارتفاع أسعار البنزين علامةٌ فارقة باتت تُؤثّر على جميع الأمريكيين”.
روسيا في المُقابل التي تُريد إدارة الرئيس بايدن استنزافها وتركيعها اقتصاديًّا، تخرج الفائز الأكبر، لأنه كلّما ارتفعت أسعار النفط والغاز كلّما تعزّز اقتصادها وتضخّمت خزائن بنكها المركزي بالمِليارات من عوائد صادراتها باعتبارها أوّل مُصَدِّر للغاز وثاني مُصَدِّر للنفط في العالم.
ارتفاع أسعار البنزين إذا استمرّ بالوتيرة الحاليّة في الأسابيع والأشهر المُقبلة، ولا يُوجد أيّ سبب يحول دون ذلك، يعني خسارة شبه مُؤكّدة للرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي في الانتخابات التشريعيّة النصفيّة في تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبل، هذا إذا لم ينفجر الاحتقان الشّعبي على شكلِ احتجاجاتٍ للجِياع بسبب غلاء المعيشة، ولا يُخامرنا أدنى شك بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يَفرُك يديه فرحًا وهو يُتابع أنباء هذه التوتّرات والاحتقانات الشعبيّة، حيث ينقلب السِّحر الأمريكي على أصحابه وأبناء عُمومتهم في أوروبا.. واللُه أعلم.

وكالات