آخر الأخبار

للـــه دركـــم

إدريس بوطور

( يا أهل أندلس لله دركم ** ماء وظل وأنهار وأشجار ) بيت شعري من قصيدة للشاعر الأندلسي البديع ابن خفاجة (450هج/533هج) في وصف الجمال الطبيعي الذي حباه الله للأندلس . لكنني لست من خلال تدوينة هذا المساء بصدد تحليل هذا البيت ، بل سأقتصر على استخلاص التعبير الوارد في صدره “لله دركم ” لتخصيص سطور وجيزة في التعريف به ** تعبير “لله دركم” تركيب عربي يرتبط بعدة ضمائر متصلة حسب وضعيته باستثناء ضمائر المتكلم “لله دري /لله درنا” . الدر في اللغة العربية هو اللبن وهو الجود والكرم وهو المطر ، وكل شيء مفيد وناجع للانسانية ومفعم بالخير ينسب الى الله ، ليصبح تركيب “لله درك ” او “دركم” تعبيرا لإبداء آيات المدح والثناء والتعجب والانبهار . وكل من كثر خيره واحسانه وزانت اخلاقه يوصف في معرض الحديث عنه او الحوار معه بتعبير “لله درك”. هذا التعبير هو وجه بلاغي بديع في اللغة العربية ،فعندما نريد أن نهنئ احدا بنجاحه واخلاقه وابداعه نقول له “لله درك” أي “هنيئا لك وبارك الله لك ” . وهذا هو السبب على عدم ارتباط هذا التركيب بضمائر المتكلم فردا أو جماعة “لله دري ” او “لله درنا” حتى لا يسقط الانسان في مكروه الافتخار والاعجاب بالنفس /