آخر الأخبار

وعي سياسي بعيد عن العنف

قضيت خلال الأيام الأخيرة ـ بما في ذلك ليلة أمس حيث لم يغمض لي جفن ـ أتابع نقاشات الشباب المنتمين إلى مجتمع GEN Z 212  على منصة “ديسكورد”. وخلال هذه المتابعة، لفت انتباهي أنّه لم يصدر عن أيٍّ منهم دعوة للعنف أو التخريب أو الخروج عن القانون

على العكس تماماً، كانت النقاشات أشبه بما أسمعه في حواراتي مع طلبة الجامعات والمعاهد العليا: وعي سياسي واجتماعي واضح، رؤية مثالية قد تبدو أحياناً أقرب إلى السذاجة أو تبسيط الواقع، ورفض تام للمؤسسات السياسية التقليدية، استناداً إلى مقولات وتحليلات بعضها صائب ومشروع، وبعضها الآخر يفتقد للواقعية من وجهة نظري. لكن ما هو مؤكد أنّ هؤلاء الشباب لا يكرهون وطنهم ولا يتمنّون له الخراب كما يُروَّج في بعض الخطابات المتسرعة.

المثير للانتباه أن البعض ممّن يسارعون إلى إصدار الأحكام المسبقة وترويج الأخبار الزائفة، لو منحوا أنفسهم فرصة للاستماع إلى هذه النقاشات بتمعّن، لاكتشفوا قدراً كبيراً من العمق والفهم والتحليل.

أما بخصوص مطالب هذا الجيل، فهي في العموم عادية جداً، تقليدية في بعض الأحيان، بل وساذجة أحياناً أخرى بحكم أنها مليئة بالعموميات، مثل الحديث عن “الاستثمار في الشركات المغربية” دون توضيح الآليات أو المقصود بشكل عملي. ومع ذلك، فهي مطالب تعكس حُسن النية والرغبة في الإصلاح، حتى وإن غاب عنها بعض النضج السياسي.

وللتذكير، فإن حركة 20 فبراير رفعت سقفاً أعلى بكثير من هذه المطالب، ومع ذلك مضت الأمور بسلام ودون انزلاق نحو العنف أو الفوضى.