اعترف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، بأن التحدي الأكبر الذي تواجهه الوزارة لا يتعلق بالتمويل أو البرامج، بل بتغيير العقليات داخل المنظومة التربوية.وقال برادة في مداخلة مثيرة، إن “بعض المديرين يرفضون صرف الميزانية رغم توفر الموارد المالية، فيما يعتبر بعض المفتشين أنفسهم فوق المساءلة”، مضيفاً بلهجة صريحة: *“كاين مديرين ما يصرفوش الميزانية… وكاين مفتش يقول أنا ما يحكم فيّ حد”.
وأوضح الوزير أن عملية تغيير العقليات تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً مؤسساتياً متواصلاً، مشدداً على أن هذا التحول لن يتحقق في “أشهر قليلة”، بل يحتاج إلى “صرامة في التدبير، ودبلوماسية في المعالجة”.كما أشار برادة إلى وجود اختلالات في منظومة التحفيز داخل القطاع، كاشفاً أن “بعض المفتشين يتقاضون أجوراً تفوق أحياناً أجور مديرين مركزيين”، وهو ما اعتبره أحد مظاهر “غياب التوازن في النظام التحفيزي والإداري”.
وتأتي تصريحات الوزير في سياق نقاش برلماني متصاعد حول إصلاح الإدارة التربوية ومحاسبة المسؤولين عن تعثر صرف الاعتمادات المالية، خاصة بعد الجدل الذي رافق إطلاق برنامج “المدارس الرائدة” وعدد من المشاريع الممولة في إطار المخطط الوطني لتسريع إصلاح التعليم.