آخر الأخبار

وحدة صناعية جديدة بآسفي… ووعود حكومية تصطدم بانتظارات التشغيل والتنمية

أشرف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، صباح اليوم الجمعة 19 شتنبر، على إعطاء انطلاقة وحدة صناعية تابعة لشركة منارة بريڤا لإنتاج مواد البناء الجاهزة بمدينة آسفي، في خطوة تُقدَّم رسمياً كرافعة للتنمية الاقتصادية وخلق فرص الشغل بالمنطقة.

لكن خلف هذا الإعلان، تتجدد الأسئلة التي تؤرق ساكنة آسفي حول جدوى مثل هذه المشاريع في معالجة أزمات حقيقية تعيشها المدينة منذ سنوات، وعلى رأسها معضلة البطالة وغياب دينامية استثمارية قادرة على امتصاص طاقات الشباب.

الوزير مزور أكد أن المشروع يندرج ضمن تنزيل التوجيهات الملكية لتشجيع الاستثمار الجهوي، معتبراً أن آسفي منصة صناعية واعدة تتوفر على الكفاءات والموارد الضرورية، مشددا على أن هذه الوحدة ستنتج خرسانة عالية الجودة بمعايير حديثة، وستساهم في خلق فرص عمل مباشرة بالمدينة.

غير أن هذه التصريحات، التي تكررت مع مشاريع سابقة، تواجه بواقعية قاسية، فآسفي، رغم تاريخها الصناعي ومؤهلاتها الاقتصادية، ما تزال تعيش على وقع هشاشة بنيوية وتراجع قطاعات حيوية مثل الصيد البحري والصناعة التقليدية، دون أن تنعكس الاستثمارات الكبرى على تحسين وضع الساكنة أو تخفيف نسب البطالة المرتفعة.

ويخشى متتبعون أن يتحول المشروع الجديد إلى مجرد رقم إضافي في سجل الافتتاحات الرسمية، ما لم تُقرن هذه المبادرات بسياسات مندمجة تضمن استدامة التشغيل وتوزيعاً عادلاً لثمار التنمية، بما يضع حداً لهجرة الكفاءات ويمنح للمدينة موقعها المستحق كقاطرة صناعية واقتصادية.