إدريس المغلشي
اصبحت الفوضى في حياتنا اليومية عادية بل طبعنا معها حتى باتت لاتخلو في كثير من مظاهرنا. وأصبح من الصعب البحث عن موقع قدم لوجوداثر للنظام والقانون .بل صار هناك فيالق من المرتزقة رهن الإشارة للدفاع عن هذا الوضع. بينما توارت إلى الوراء أصوات كانت إلى عهد قريب تدافع عن تصحيح الوضع ولم يتبق إلا النذر القليل من القابضين على الجمر وسط عتمة بلا نهاية ولا أفق لكن بالإصرار يحذوهم الأمل من أجل تحقيق تغيير باعتماد على الذات. دعك من نماذج سياسية قدمت اسوأ ما في العمل السياسي برسائله النبيلة .فنحن لانحكم على المسؤول من خلال تصريحاته بل انطلاقا من سلوك تدبيره وكيف يتعامل مع القضايا التي تطرح أمامه؟ وكيف يبرز كفاءته من خلال وقوفه على تسريع المشاريع والإلتزام بوعوده من أجل إبراءذمة ولاية زمنية تعاقد فيها مع المواطن؟ هم قلة من نشاهدهم دائمي الحضور في الميدان وليس في المنصات للرد على خصوم سياسين مفترضين او ملاحظات من مواطنين عاديين وكأننا أمام حصانة منيعة او قداسة جديدة لايمكن انتقاذها ، فكيف بتوجيه أسئلة لها . وهناك من نجح في كسب زمن إضافي من خلال إطلاق الوعود على عواهنها دون فرامل ولاضوابط لتترك للزمن ليكشف كذبها وسوء تأويلها. وحسب مؤشرات أولية تبدو حظوظ هؤلاء المنتخبين منعدمة مالم تكن هناك مفاجأة .
مدينة مراكش قدرها أن تعيش زمنها الافتراضي السياسي كأسوأ مرحلة في التسيير من خلال ماتعرفه هذه الأخيرة من فوضى في التدبير. فلم تبق الملفات حبيسة مكاتب معلومة بل انتشرت رائحتها و أسرارها مثيرة ضجيجا يعلو في الهواء ليختفي في النهاية دون ان يترك اثرا بوقف النزيف.خيوطها تتعدى الصالونات المغلقة لنراها في فضاءاتنا العامة حيث اجتاحت كثير من شوارعنا .هناك من ذهب إلى القول ان المدينة تعرف نشاطا وحراكا إيجابيا من أجل ان تكون في الموعد القاري الذي سينطلق بعد ايام قليلة ، لكن يبدو ان هناك من يسعى لإخراجه من زمنه الحقيقي مما دفع البعض إلى القول من يريد إفساد عرس مراكش الكروي ؟
الملاحظ أن هندسة المشاريع لاتتم حسب مخطط وجدولة زمنية تنطلق منذ بداية ولاية تشريعية في احترام تام لسياسة القرب واعتماد مقاربة للاتمركز واللاتركيز . لاأن تتم جدولتها في الأنفاس الأخيرة كأنها صيغة جديدة لرهنها في ايادي تريد مقايضة مصيرالمدينة في ايدي معلومة مما يعزز من معطى تضارب مصالح كثيرمن اللوبيات التي فوتت عليها برامج من أجل تأهيلها لتكون مدينة تضاهي المدن الأخرى على الاقل كالرباط واكادير ومدن الشمال .الغريب في الامر ان يعاد تهيء بعض الشوارع بنفس الأخطاء التي لاتستحضر الكم الهائل من مستعملي السير والجولان. لقد تبين بالملموس انهم لم يستفيدوا من اخطائهم الكارثية السابقة. بل الملاحظ ان تعثر الاشغال في بعض المناطق تظهر من خلال الوسائل البدائية المستعملة دون ان نتكلم عن عامل الزمن في الإنجاز لشوارع يعتبرها المراكشيون واجهة المدينة اما الهامش فله الله وسيبقى ضحية الإهمال وسط الوحل والأزبال .مدينة شاء لها المدبرون أن تكون لها واجهة بتعثراتها الواضحة والمكشوفة وأحياء اخرى لها شكل خاص لكنه مختلف ومتخلف ايضا .
ذ. إدريس المغلشي.
