آخر الأخبار

هو… للمبدع محمد عزيز المصباحي

قلتها مرارا بأن الصديق الأستاذ المبدع الدكتور محمد عزيز المصباحي ابن حومتنا سيدي بن سليمان، يعد مفخرة مراكش والمغرب فهو يكتب القصة القصيرة تماما كمن يحفر نقشا دقيقا بإزميل من ذهب فوق صفحة ماء.هذه القصة التي أتقاسمها بإدن أستاذنا مع الأصدقاء ليست محض إرهاصات بل هي إيماءات ورموزنحتاج الى قاموس بحجم المحيط لفك شفرتها المعرفية:

“هــــــو”

“إن شئتم، أو كما تريدون، سأعتبره فنانا، ومثلكم لا فرق عندي بين بيكاسو والشعيبية أو بين فيروز واعتابو، كلهم فنانون … هو وحده يختلف عنهم، من جهة أداة التعبير، لا يرسم ولا يغني ولا يكتب… فقط يتكلم… هو أيقونة الفنانين الجدد …إن كنت تريد أن تنضم إليهم، يجب أن تكون قادرا على الكلام خمسة وأربعين دقيقة كاملة، بدون أن تقول شيئا دالا أو جملة مفيدة واحدة… إن استطعت فأنت منهم… ستجد نفسك على راس قطيع، مهيمنا على ضلعة من ضلوع هذا الجسد الأبله المسمى بالشّعب… بشرط أن تكون بالفعل أجوفا تخرج الكلمات من فمك كما يخرج العويل من جعبة الناي… ولا بأس بعد ذلك أن تكون ممن يحسنون الركوب على الجياد والبغال و حتى النّعام … والركوب على القانون أيضا… ستصبح مثله فنانا يمشي رافعا لسانه و يديه، وينفخ صدره في موكب جنازة كل أبله… الخطأ الوحيد الذي لم يقرأ حسابه هو اللغة، آلته الوحيدة، التي يعتقد أنه يحتمي بها ويخفي بها هلامية شخصيته هي التي تفضحه وتكشفه في النهاية، لأنها أقوى و أذكى وأكثر مكرا منه… فهي التي ترشحه ليكون على رأس هذا القطيع أو ذاك، وهي التي تشرحه و تلعب به و تتكلم به وعليه… يستطيع أن يتكلم ما يزيد عن ساعة إلا ربع، ذون أن يقول جملة مفيدة واحدة… أليس فنانا؟… هل تعرفه؟؟
علق أحد الأصدقاء المراكشيين ابن الحي الأستاذ الأكاد على سؤال المصباحي:هل تعرفه؟
ـ ربما عرفته ومعرفته إلا ربع وبالعامية : “الارووب”.ما أروعك يا أستاذ الأ كاد!!

المبارك الگنوني / مراكش