آخر الأخبار

هل 300 غرام أم 30 غرام ؟؟

300 غرام على الورق … 30 غرام في الواقع : كلميم والمسرحية الذهبية

300 غرام ذهب في الطن! خبر دوّى كالصاعقة، وأشعل حماس المغاربة من كلميم إلى طنجة. البعض تخيل ثروة ستغير وجه المغرب، والبعض الآخر بدأ يرسم مشاريع مستقبلية على رمال الصحراء. ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل صداه حتى إلى الصحافة الدولية التي تناقلت الخبر بصفته اكتشافا ضخما سيضع المغرب على خريطة الذهب العالمية.

لكن لم تمر سوى ساعات، حتى خرجت الشركة لتقول ببرود: “عفوا… كان مجرد خطأ مطبعي، الرقم الصحيح هو 30 غراما فقط”.

هكذا بكل بساطة! كأننا أمام إعلان عن تخفيضات في سوبرماركت، لا عن ثروة وطنية. وكأن المواطن المغربي مجرد متفرج في مسرحية رخيصة، يضحك تارة ويبكي أخرى.

الأدهى من ذلك أن الحكومة جلست في المدرجات، تتفرج بدورها، وكأن الأمر لا يعنيها. لا وزير تحرك، لا بلاغ رسمي صدر، لا مساءلة، لا تفسير. الصمت وحده يملأ المشهد، وكأن المغاربة مجرد “جمهور” في عرض عبثي عنوانه: الذهب مطبعي.

الفرق بين 30 و300 ليس مجرد صفر زائد، بل هو الفرق بين أمل اقتصادي ضخم وحقيقة ضئيلة. لكنه عند الشركة خطأ تقني، وعند الحكومة مجرد خبر عابر. أما المواطن، فليضحك قليلا قبل أن يعود إلى همومه اليومية مع الغلاء والبطالة.

أي عبث هذا؟ شركة أجنبية تستخف بثروات المغرب، وحكومة تكتفي بالتصفيق من بعيد. والنتيجة: إهانة صريحة لعقول الناس، وضحك أسود على وطن كامل.

الذهب ليس لعبة أرقام. والبلاد ليست لوحة مفاتيح تكتبون فيها أوهامكم ثم تعتذرون بابتسامة. هذا ليس خطأ مطبعي، بل خطيئة سياسية، جريمة صمت، ومشهد جديد يفضح هشاشة من يفترض أنهم يحرسون ثروات المغرب.