آخر الأخبار

هل تحول التعليم إلى عبء على تلاميذ المحاميد9 ؟؟

في قلب مدينة مراكش، بعيدًا عن صخب الساحات والأسوار العتيقة، هناك واقع آخر لا تراه العدسات. “مثلث الشاشة” أو ما بات يُعرف اليوم بـ”مثلث الإقصاء”، يمتد من المحاميد 9 إلى المحاميد 10، مرورًا بدوار السلطان، وصولًا إلى الكومي. منطقة هجينة تجمع التناقضات بين المجال الحضري (مقاطعة المنارة) والمجال القروي (جماعتي تسلطانت وسعادة)، لكنها موحدة في شيء واحد: التهميش.

مدرسة بلا ملامح تربوية

ثانوية المحاميد 9 الإعدادية تفتقر لأبسط المرافق الضرورية :

لا ملعب رياضي

لا قاعة متعددة التخصصات

لا مكتبة

لا فضاءات خضراء أو أماكن استراحة

أقسام مكتظة تتجاوز 45 تلميذًا في القسم الواحد

قاعات مهترئة تحتاج إلى إعادة صباغة وتأهيل

هذا الوضع لا يتوافق مع ما ترفعه الوزارة من شعارات مثل الجودة، النجاعة، والمدرسة المواطِنة. الحقيقة أن ما يُطبق على الأرض هو فقط شعار “المدرسة للجميع” بمعناه الحرفي: الجميع يدخل، لكن لا أحد يتعلم في ظروف كريمة.

جمعية فاعلة تصطدم بالصمت

جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ إعدادية المحاميد 9 بادرت بخطوة غير مسبوقة: فتحت حوارًا مع مختلف المتدخلين من سلطات محلية، نواب برلمانيين، منتخبين وفاعلين مدنيين. وأدخلت في قانونها الأساسي بندًا يضمن تأسيس مجلس موسع للآباء والأمهات للمشاركة الفعلية في تدبير المؤسسة.

ورغم هذا الانفتاح، لا زالت الجمعية تواجه صمتًا مطبقًا من طرف المسؤولين. لا إجابات، لا التزامات واضحة، ولا إرادة سياسية حقيقية لتغيير الوضع.

المدير الإقليمي… تواصل دائم وجهود ملموسة

ورغم كل هذا، لا يمكن إنكار الدور الإيجابي والتفاعل المستمر للسيد المدير الإقليمي للتعليم، الذي أبدى انخراطًا واضحًا في مواكبة ملف المؤسسات التعليمية بالمنطقة، وعلى رأسها ثانوية المحاميد 9 الإعدادية. الجمعية نوهت بمجهوداته وتجاوبه، لكن الوضع يتطلب أكثر من النوايا الحسنة. المطلوب هو تدخل عاجل من الوزارة والسلطات المركزية لتخصيص ميزانية استثنائية تعالج الخصاص البنيوي الكبير.

أسئلة للرأي العام والمسؤولين:

لماذا لم تتم برمجة إعدادية جديدة بحي المحاميد رغم تضاعف عدد السكان؟

من يتحمل مسؤولية غياب البنيات الأساسية في هذه المؤسسات؟

لماذا تُترك الجمعيات وحدها في الميدان دون دعم فعلي؟

كيف يمكن الحديث عن المدرسة المغربية الجديدة في مؤسسات لا تملك حتى الحد الأدنى من المقومات؟

نداء مفتوح

أبناء مراكش خلف مطار المنارة ليسوا أرقامًا. هم تلاميذ يملكون الحق في التعلم، في بيئة تحفظ كرامتهم وتوفر لهم فرص النجاح. ما يحدث في هذا “المثلث” هو اختبار حقيقي لصدقية الشعارات الرسمية حول العدالة المجالية وتكافؤ الفرص.

المؤسسات موجودة على الورق. أما الواقع، فهو يصرخ بصوت مرتفع: “نحن خارج الاهتمام، خارج الحسابات، وخارج خريطة المدرسة العمومية”.