آخر الأخبار

نقابة المتصرفين التربويين تكشف اختلالات وعشوائية تدابير برادة

يعيش قطاع التربية الوطنية على صفيح ساخن، وسط تنامي الغضب والاحتقان داخل صفوف الأطر الإدارية والتربوية، بعد سلسلة من القرارات المرتجلة التي عمّقت الأزمة البنيوية التي ترزح تحتها المدرسة العمومية.
وفي بيان ناري صدر مؤخرًا، وجهت نقابة المتصرفين التربويين انتقادات حادة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، متهمة وزارته بـ”الارتجال والعشوائية وغياب الرؤية الاستراتيجية في تدبير القطاع”.

موسم دراسي مرتبك وارتجال في القرار

البيان، الذي حمل لهجة غير مسبوقة، وصف الدخول المدرسي الحالي بـ”المتعثر والفاشل”، مشيرًا إلى أن المؤسسات التعليمية استقبلت التلاميذ في ظروف مرتبكة، تميزت بـنقص حاد في الموارد البشرية، وضعف البنيات التحتية، وغياب التجهيزات الأساسية، فضلًا عن تأخر الحركات الانتقالية وسوء تدبيرها، مما انعكس سلبًا على الانطلاقة الفعلية للدراسة في مختلف الجهات.
النقابة اعتبرت أن ما يجري اليوم “ليس سوى نتيجة حتمية لتغييب الحكامة والتخطيط الاستراتيجي”، مؤكدة أن الأطر الإدارية تعاني ضغطًا مهنيًا متزايدًا بسبب إغلاق سلك تكوين أطر الإدارة التربوية للموسمين الأخيرين، وهو ما وصفته بـ”خطأ تدبيري فادح كلّف المؤسسات التعليمية أثمانًا باهظة”.

مشروع “الريادة”.. عنوان لفشل إصلاح مُعلَن

ولم تسلم المبادرة التي تتغنى بها الوزارة، والمتمثلة في مشروع “مؤسسات الريادة”، من النقد اللاذع.
فقد وصفتها النقابة بأنها “مشروع غامض ومرتجل”، دخل موسمه الثالث دون أي مؤشرات ملموسة على تحقيق أهدافه، معتبرة أن “النتائج على الأرض تكشف عن فشل ذريع في التنزيل”.
وأشار البيان إلى أن عددًا من المؤسسات “لم تتوصل بعد بالعدة التربوية والرقمية الموعودة، ولا بالكراسات التعليمية في وقتها، في حين أن ما وُزع منها يعاني ضعفًا معرفيًا وأخطاء بيداغوجية فادحة”.

وأضافت النقابة أن “تحميل الوزير برادة مسؤولية فشل المشروع للأطر الإدارية والتربوية هو هروب مكشوف من المحاسبة وتضليل للرأي العام”.

❖ صمت الوزارة وغياب الحوار

في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب المهني، نددت النقابة بما وصفته بـ“غياب قنوات التواصل الجاد والمسؤول مع الوزارة”، معتبرة أن رفض فتح حوار حقيقي مع ممثلي المتصرفين التربويين “يعمق الشرخ داخل المنظومة ويغذي الإحباط المهني”.
كما حذّرت من “أي محاولة للمساس بالحريات النقابية أو التضييق على المتصرفين المناضلين”، مؤكدة استعدادها لخوض كل الأشكال النضالية المشروعة إلى حين تحقيق مطالبها كاملة.
وخلص البيان إلى أن أي حديث عن إصلاح التعليم يبقى شعارًا أجوف ما لم يُبنَ على حكامة حقيقية وشراكة فعلية مع الفاعلين الميدانيين.