أمام التحولات السريعة التي يعيشها مجتمعنا ، أصبح من الضروري أن نعيد طرح سؤال جوهري: أين موقع الأسرة في مشاريع التنمية ؟
لقذ ركز الجيل الجديد من برامج التنمية على الصحة و التعليم و الشباب وهي مجالات أساسية لا نقاش فيها ، لكنها تظل ناقصة ما دمنا نتغافل عن الخلية الأولى التي تصنع داخلها.
شخصية الإنسان “الأسرة”
لا يمكن أن نتحدث عن شباب قوي بينما بيته يعيش هشاشة في التربية و لا يمكن أن نطالب بمدرسة ناجحة بينما الطفل يصلها محملا بالضغوط و مفرغا من أسس المبادئ و القيم . و لا يمكن أن نحارب الإنحراف و الإدمان دون دعم الآباء و الأمهات و تزويدهم بالأدوان التي يحتاجونها لتربية جيل معقد بتحدياته ، سريع التحول ، متأترا بالعالم الرقمي الإفتراضي أكتر من الواقع.
وعليه قذ أصبح واضحا أن التربية داخل الأسرة ليست شأنا خاصا فقط ، بل قضية وطنية. بالتالي كل تقدم اقتصادي أو اجتماعي سيفقد معناه إذا لم تعي الأسرة واجباتها و ادوارها الأساسية ، و إذا لم نعزز مهارات الأمهات و الآباء و أولياء الأمور ليراقبوا أبنائهم في بيوتهم قبل الشوارع و المؤسسات.
إننا ندعو المجتمع بكل مكوناته : مؤسسات ، جمعيات ، فاعلين و إعلام إلى إعادة الإعتبار للأسرة ، و إلى ادماجها في صلب السياسات العمومية ، وجعل التربية الأسرية معيارا من معايير التنمية. فلا مستقبل دون أسرة قوية ولا تنمية دون تربية ولا مجتمع ينهض بينما أساسه يتصدع.
تذكروا دائما أن نهضة الوطن تبدأ من البيت.
ل . س
