آخر الأخبار

مولودية مراكش و أخلاق الوطنية – 4 –

بين العمليات الفدائية و تأسيس المولودية

في الوقت الذي يشرع فيه القارئ المفترض ، في قراءة بعض أسطر هذا الكتاب ، يوجد هناك في رقعة من هذا العالم ، وفي كل ثانية ، ممارس لكرة القدم ، أو جمهور ، يتفرج على ممارسين ؛ إما مجهزين بأحذية ، وبدل رياضية أنيقة ، كاځين ؛ أو بأقدام عارية ، كما لو أن كرة القدم ، على حقول مدرب المنتخب البرازيلي : ” ييلي انتانا ” : ” ورد تنمو في الملاعب الفقيرة ، فحسب ” .1 وسواء كان الممارسون إناثا ، أو ذكورة ، مراهقين ، أو كبارة ، مزين ، أو شبه عراة ، فإن الجامع المشترك بينهم هو البريق المبيث من أعينهم ، بسبب مثقة الشقف بالكرة ، كما لو أنهم اكتشفوا شيئا من أرواجهم ، في أقدامهم . لهذا السبب ، حظي رياضة كرة القدم ، بأهمية قصوى لدى شعوب ، وحكومات العالم ، وباتت أداة التعبير المشترك لدى مئات الملايين من الشغوفين ، حتى صار مجموع الدول ، المنضوية تحت لواء ، ” الجامعة الدولية لكرة القدم ” ، ( FIFA ) ، أكبر من مجموع الدول ، المنضوية تحت لواء ، ” هيئة الأمم المتحدة ” . فيما وصل عدد ، ” الجامعات الوطنية ” ، المنضوية تحت لواء هذه”  الجامعة الدولية ” إلى 205. جامعة تتوفر على اكثر من 250 مليون من البطائق الرسمية المتعلقة بالممارسين ، خلال سنة 2000 تفاعل مئات الملايين من الولوعين في العالم ، مع إنجازات فرقهم ومنتخباتهم : منهم من شوف بتقنيات بعض المهووسين ، بلعب كرة القدم في ملاعب صلية ، أو في ساحات بعض المدارس ، أو في الطرقات ، أو في ملاعب حقيقية ، في باللعب المولد للفرجة . واعتبر رياضة كرة القدم داعمة المجموعة من القيم ، التي تجعل منها مدرسة حقيقية في الحياة ؛ كما اعتبرت ناطقا رسميا للشعوب ، يحير هويتها الوطنية ، ويحد انتماءها ، إذ ، تحي الجماهير منتخباتها ، بترديدها لأناشيدها الوطنية ، بشغف كبير ، وشجعها پرفوها لأعلام بلدانها . كما اعتبرت كرة القدم أنموذجا للاندماج ، ووسيلة التفجير المواهب ، وتقام قيم الخاء . وسنری ، كيف كانت كرة القدم ، في ” نادي مولودية مراكش ” ، الذي أفتخر بانتمائي إليه ، بمثابة داعمة لمجموعة من القيم الوطنية ، والأخلاقية ، المشهود بها لدى مجموعة من الولوعين بكرة القدم ، في المغرب ، فماذا عن مضي هذا النادي ؟ يدل اسم مراكش على الأم ، والسلام ، إذ ، إن الكلمة مكونة من ” مر ” ، وتعني ، چمى ، و ” أكوش ” ، وتعني ، الرب ، بلغة قبيلة ، برغواطة : أي : الدن حمى الربي ) . وقد كان موضعها ، بمثابة جم محترم فيه الاقتتال ، من قبيل ، هژميرة ، وهيلانة ، وباقي القبائل . والموضع الذي شيدت فوقه مراکش ، مخصص للأم ، والسلام ، ومحترم فيه الاقتتال ؛ وكان هذا بمثابة أول مسوغ يجعلنا نفتخر بانتماء نادينا ، ” المولودية ” ، لهذه الحاضرة ، المليئة بالأسرار إضافة إلى هذا ، غرف المغرب ، سواء في الشرق ، أو في الغرب ، بمراكش ، أكثر مما عرف بالمغرب ، ولعل هذا ، ثاني مسوغ يجعل منها حاضرة ، تزداد بها قيمة ، ” نادي المولودية ” . ارتبط مشروع بناء مراکش ، بحب امرأة . هي زينب النفزاوية ، مثلما ارتبط مشروع بناء ضريح ، الملك الهندي : شاه جهان ، بزوجته ، أرجمند بانو وسيتبين ، من خلال هذا المؤلف ، كيف ارتبطت قلوب جماهير مراكش ، بفريق ” المولودية ” ، كأن أنثوية اسم هذا الفريق ترمز إلى دهاء ، وجذق ، وفطنة زینب ، اختضنث مراکش ، بين صناعها اليدويين ، العلماء ، والفقهاء والفلكيين ، والكيوبيين ، والصوفية ، والشعراء ، والمؤرخين … وسيبنين ، أن اختيار اسم النادي ، قد أملاه تبرك مؤسسيه الأول ، بسيد الخلق ، سيدنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ويسعف تأسيسه ، بانتشار نشاط گروي هائل ، سبق لأرباب الحرف التقليدية أن كانوا وراء دعمه ، وتأصيله شكل مراكش فضاء مهما لتعايش العناصر ، والألوان الثقافية المؤتة للهوية المغربية . وسنری کیف انفتحي ، ” المولودية ” ، على فعاليات مختلفة الانتماء ، وكأنها استمدت اختیاراتها من الحاضرة الحاضنة ، كما تشكل مراکش محنة ثريا لقيم الأهد ، بحوالي 350 مزارة ، حسب تراجم ابن الات ، في كتابه ” التشوف إلى رجال التصوف ” دون احتساب من جاءوا بعد إحصائه وسيجد قارئ هذا المؤلف، كيف تداولت فعاليات المولودية القيم الصوفية السمحة، وكيف حقنها السابقون لللاحقين.