آخر الأخبار

موسى نضاو مغربي الوطن سينغالي الجنسية

أقل ما يمكن أن يقال عن هذا الرجل هو أنه مغربي الوطن ،بيضاوي الإقامة ، سينغالي الجنسية…إفريقي بطبعه،أسود البشرة لكن أبيض القلب…ودادي أكثر من بعض الوداديين أنفسهم.

موسى الذي يظل بمروره ببطولتنا حسب رأي الأغلبية أحسن محترف أجنبي على الإطلاق، أمتع و أبدع،قنبل الشباك بصواريخ بعيدة المدى،أدخل الفرحة على القلوب و أسعد العاشقين الحمر داخل المغرب و خارجه.
مع الوداد سجل أروع الأهداف بالرجلين و بالرأس…سجل على أحسن الفرق الوطنية و الأجنبية… سجل في البطولة و في الكأس و في كأس أفريقيا و في كأس العرب …سجل أروع الأهداف بالقذف من بعيد و سجل بضربات المقص و سجل على الطائر…
موسى الذي جاء للوداد الرياضي رفقة صديقه ابراهيما صيف 1988لم يكن معروفا حتى داخل وطنه فاحتضنته الجماهير الحمراء و بادلته الحب بالحب ، وفر له المسؤولون و المسيرون كل سبل النجاح ،فلم يخيب ظنهم فيه و فعل بدوره المستحيل لإسعادهم مخرجا كل ما في جعبته من أجل قميص الوداد.
لا ينكر أحد أن أزهى أيام الفريق الاحمر كانت رفقة موسى نضاو محليا،عربيا و افريقيا،و هو بدوره يعترف دائما أن فضل الوداد البيضاوي عليه كبير جدا جدا و أن رد الجميل له صعب للغاية و لو بخدمته طول العمر.
الجماهير المغربية بدورها احترمت و لا زالت تحترم اللاعب المدفعجي الذي طالما زار شباك فرقهم المحببة، فكيف ما كان مشجع خارج المحيط الودادي إلا و له مكانة لموسى في قلبه ،فلكل منهم له إحترام و تقدير كبيران.

ما وقع لنضاو أمس في الملعب التاريخي الأب جيكو يندى له الجبين،و يعبر بكل وضوح على فعل مشين و مقيت لا يمت للجماهير العاشقة لفن كرة القدم بصلة و لا يرقى لنبل الأخلاق و رفعة السجايا الحميدة التي يستوجب أن تكون لدى كل الرياضيين.
موسى انفجر و أرغد و أزبد عن يقين، لم ينفعل هكذا تلقائيا رغبة منه في الظهور و البروز، موسى القلب الطيب أحس بالإهانة تشق صدره و تصل مباشرة لقلبه لتمزقه…موسى ارتعدت فرائصه… هاجت جوارحه … استنفرت أوصاله لما سمع عبارات الاحتقار و العنصرية مصوبة نحوه بشكل مباشر.موسى انفعل،هاجت و ماج، ثار في وجه الكل و لم يستطع أحد كبح جماحه إلا بصعوبة.
حكم اللقاء لم يتريث في اتخاذ القرار المناسب،لم يستفسر محيطه ،لم يتجه لمن يهمهم الأمر داخل الملعب و من كان بالمنصة لأخذ توضيحات في النازلة،اختار أسهل القرارات فطعن من جديد موسى نضاو في قلبه معبرا عن قصور في تقييم الموقف و تسرع في الإجهاز غير المشروع على نفسية مدرب مهان، منكسر الخاطر.
في حالات مماثلة بأوروبا حدث أن أعطي للاعب محترف أو مدرب صوب بسهام العنصرية و التحقير فيض من الاهتمام اللحظي فوق أرضية الملعب و كثير من العناية خارجها.
أقول أخيرا لموسى أنت في القلب منذ زمان،فلا عاش من أهانك و لا أفلح من حاول زرع الأحقاد بين الشعوب و لا سر من أشعل فتيل الفرقة بين أبناء القارة السمراء، فنحن شعب مسالم، متعدد الجنسيات،مختلط الأعراق، ننصهر في بوثقة واحدة،و نستظل تحت مظلة الملكية الشريفة الضامنة لحق الكرامة و التعايش بين الاديان و الكافلة لحق التعبير المشروع فوق هذه الأرض السعيدة.
موسى أنت أخونا و ابننا البار الذي لم يلده وطننا و لكننا تبنيناك منذ حلولك بوطننا المضياف، فأنت مننا ،لك نا لنا و عليك ما علينا.
لقد أصبت يا موسى عندما صرحت لإحدى القنوات أن هذا الفعل المشين يجب ألا يكون في دولة يرأسها ملك شريف ما فتئ يربط جسور التعاون بين البلدان الافريقية و لا يتعب من مد يد العون لدول العمق الإفريقي من أجل النهوض بها اقتصاديا و اجتماعيا و رياضيا.
كلمتك صديقي موسى أرسلتها مشفرة للبعض و مباشرة للبعض الآخر،فسلم لسانك و حفظت كرامتك و طاب مقامك بيننا في وطنك المغرب.

نور الدين عقاني / برشيد