آخر الأخبار

مهرجانات الشواطئ و خصاص مرضى السرطان…. تناقض

الشركات الكبرى تدعم المهرجانات… جمعيات مرضى السرطان تعاني وتتسول جرعة كيماوية… بلد المتناقضات”

كل سنة تُضَخّ الملايين في المهرجانات تحت شعار “تشجيع الثقافة”، وكأن الثقافة تقتصر على منصات الرقص والأضواء والنجوم المستورَدين. لكن نفس الجيوب السخية تتجاهل الجمعيات التي تعتني بمرضى السرطان والأمراض المزمنة. أليست حياة إنسان أهم من ليلة صاخبة أو حفل موسيقي؟

المغرب يتوفر على شركات كبرى بإمكانها أن تساهم بفعالية في دعم هذه الجمعيات، لكنها تختار بدل ذلك تمويل المهرجانات وتغدق الملايين على البطولة الوطنية، فقط لأن الكاميرات وعدسات الصحافة تراقب الحدث. أما الجمعيات التي تحارب في صمت، فتظل تتسول البقاء وجرعات دواء لمرضاها.

الكل يعرف أن المهرجانات تستهدف المواطن البسيط، وليست الأغنياء الذين يملكون خيارات أخرى للترفيه. المفارقة الصادمة أن هذا المواطن نفسه، الذي يصفق تحت سماء الصيف، يعاني عند عودته إلى واقعه القاسي: أمراض مزمنة بلا علاج، مستشفيات بلا تجهيز، وحياة يومية أثقلتها المصاريف والهموم.

أيُّ ثقافة هذه التي تُقاس بعدد الحفلات والفنانين المستوردين؟ أليست الثقافة الحقيقية هي الوعي بصحة الناس، بكرامتهم، وبحقوقهم في العلاج والتعليم والحياة الكريمة؟

اليوم، المواطن يرى بوضوح التناقض الفاضح: ملايين تتبخر في ليلة واحدة من “الفرجة”، بينما مريض بالسرطان يبيع ممتلكاته ليشتري جرعة دواء، أو أم تنظر بعجز إلى ابنها الذي يحتاج علاجًا باهظ الثمن لا تستطيع تأمينه. والوزارة المعنية في سبات كامل، لا تحرك ساكنًا، وكأن المسؤولية الصحية مجرد شعار على ورق.

إن المسؤولية الاجتماعية للشركات ليست مجرد شعارات على اللافتات، بل هي التزام أخلاقي ووطني. فلتضع الشركات أموالها حيث يحتاجها الوطن فعلًا، لا حيث يلمع الضوء أكثر.

فمن يخدم المغرب حقًا؟ مهرجان غنائي مؤقت، أم مستشفى مجهز ينقذ أرواح الآلاف؟