منذ سنوات وملعب الحارثي، معقل الكوكب المراكشي، موصد الأبواب في وجه التاريخ والذكريات. ملعبٌ شهد لحظات المجد الكروي للمدينة الحمراء، تحوّل إلى فضاء صامت، تغمره الأعشاب اليابسة والغبار، بينما فريق الكوكب يتخبط في أزمات التسيير، ويهيم في ملاعب الضواحي بلا هوية ولا حضن.
ورغم كل ما قيل عن تأهيل الملعب واستعداده لاحتضان المباريات، لا زال القرار الرسمي بعودة الكوكب إلى الحارثي معلقاً. آخر ما سُمع هو تصريح من عمدة المدينة يوحي بإمكانية العودة… ولكن دون تاريخ محدد، دون التزام واضح، ودون ضمانات.
فما الجديد إذن؟ سوى جملة عابرة تُضاف إلى أرشيف الوعود.
الجماهير المراكشية ملت الانتظار.
ملعب الحارثي لم يعد مشكلاً تقنياً أو هندسياً، بل رهينة قرار سياسي/إداري لا أحد يملك الجرأة على اتخاذه.
وفي كل مرة يُعاد فيها طرح الموضوع، يعود السؤال الكبير الذي بات شعاراً غير رسمي لكل مراكشي غيور:
الله يجعلني نثيق…
عودة الكوكب إلى الحارثي ليست مطلباً تعجيزياً، بل استرجاع لحق مهضوم، لقطعة من ذاكرة المدينة تُهان بالإغلاق غير المبرر.
فإلى متى سيبقى الملعب مغلقاً؟
وإلى متى سنُخاطب المسؤولين بلغات الانتظار والتوسّل؟
وأين هي الجهات التي تتغنى بـ”دعم الرياضة” و”رد الاعتبار للفرق العريقة”؟
كفى صمتاً، كفى تهرباً… افتحوا أبواب الحارثي، قبل أن تُغلق قلوب المراكشيين نهائياً.