يوم أمس، كان فريق الكوكب الرياضي المراكشي على موعد مع واحدة من أهم مباريات موسمه، مباراة الصعود التي انتظرها جمهور الفريق بكل شغف وأمل. لكن بدل أن تتحول هذه اللحظة إلى عرس رياضي مراكشي يليق بتاريخ النادي وجمهوره، تحولت إلى صفعة مدوية في وجه كل من يؤمن بأن للمدينة فريقاً له كرامة تُحترم.
كالعادة، أُجبرت الكوكب على اللعب بدون جمهور، بقرار بارد لا تفسير له سوى استمرار سياسة التجاهل والتمييز. سُمح فقط لبعض المنخرطين ومدربي الفئات بالحضور، وكأن الأمر يتعلق بتدريب ودي لا بمباراة مصيرية تحدد مصير موسم كامل! لكن الفضيحة الكبرى هي أن الفريق حُرم من اللعب في الملعب الكبير لمراكش، في الوقت الذي كانت تجرى بداخله تظاهرة رياضية ربحية لشركة خاصة، في نفس التوقيت بالضبط، وبحضور الجمهور!
فمن يقرر هنا؟
من يملك مفاتيح هذا الملعب؟
هل المال الذي يحكم؟ أم أن الكوكب، بكل تاريخه وجمهوره، لا يساوي شيئاً أمام شركات تدفع وتُفرش لها الأرض بالبساط الأحمر؟
هل نحن أمام ضعف فاضح للمسؤولين المحليين، أم أمام نفاق انتخابي موسمي يتغنى بحب الفريق أمام الكاميرات ثم يتبخر عند أول امتحان؟
أهكذا يُكافئ جمهور عاش الوفاء في زمن الخذلان؟
أهكذا يُعامل نادٍ حمل اسم مراكش لعقود فوق كل الملاعب؟
ما الذنب الذي اقترفه الفريق وجمهوره حتى يُعاقب بهذا الشكل الممنهج؟
ولأن السخرية لا تأتي وحدها، فإن نفس المسؤولين الذين صمّوا آذاننا بشعارات التشجيع الرياضي والتنمية المجالية، احتفوا قبل أيام فقط بـ”مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي”!
عن أي تشجيع تتحدثون؟
هل المقصود تشجيع الشركات على استغلال الملاعب؟
أم المقصود إفراغ المدرجات من جمهورها الحقيقي واستبداله بالمؤتمرات والصور الفوتوغرافية؟
هل التشجيع الرياضي يبدأ بمنع الجمهور من حضور فريقه؟
ما المغزى من هذه المناظرة إن لم تكن مجرد مناسبة للخطابة والتلميع السياسي؟
ما حدث ليس خللاً، بل هو قرار سياسي ضد الكوكب وجمهوره، قرار يُمهّد الطريق لتحويل الملاعب إلى فضاءات للربح لا للانتماء.
وإذا مرّ هذا الحدث مرور الكرام، فإن ما تبقى من الرياضة في المدينة سيكون مجرد أشلاء.
نعم، ما وقع إهانة صريحة لمدينة بأكملها،
وجريمة في حق جمهور أثبت أنه أوفى من كل الشعارات.
والكوكب ليس سلعة انتخابية تُستحضر عند الحاجة وتُرمى بعدها في الظل.
كفى صمتاً.
الملعب الكبير يجب أن يكون للكوكب، والجمهور يجب أن يكون حاضراً، لا مغيّباً.
ومن لا يملك الشجاعة ليقول هذا، فلا يستحق أن يتحدث باسم مراكش.