آخر الأخبار

مغربي ينقذ خمسين طفلا من الموت في حريق حافلة بإيطاليا: شجاعة تخطف الأنفاس وتمنع كارثة وطنية

في لحظة فارقة بين الحياة والموت، تحولت شجاعة مهاجر مغربي شاب إلى درع واق أنقذ حياة خمسين طفلا في شمال إيطاليا، بعدما اندلعت النيران في حافلتهم المدرسية إثر حادث سير مروع.

نور الدين فورطلي، البالغ من العمر 31 عاما والمقيم في مدينة أورميلي منذ سنوات، كان في طريقه إلى عمله صباح التاسع والعشرين من أكتوبر، حين فوجئ بحادث اصطدام عنيف بين حافلة تقل التلاميذ وسيارة يقودها رجل مسن في بلدة بيافون دي أودرزو بإقليم فينيتو. لم يتردد الشاب المغربي لحظة، أوقف سيارته وهرع نحو الحافلة التي بدأت ألسنة اللهب تلتهم مقدمتها.

بحسب شهود عيان، أمسك فورطلي بمطفأة الحريق التي كانت في شاحنته، واندفع بمساعدة أربعة أشخاص من بينهم مصرفي إيطالي يدعى ساندرو غريساني، لمحاولة السيطرة على النيران التي هددت بخزان الوقود المليء بالديزل. يقول فورطلي للصحافة الإيطالية: “كل ثانية كانت تعني الفرق بين الحياة والموت. سلمت المطفأة لزميلي، ونجحنا في إخماد اللهب قبل أن يمتد إلى الخزان.”

لكن الخطر لم ينته عند هذا الحد، فالعشرات من الأطفال كانوا ما يزالون عالقين داخل الحافلة وسط صرخات الهلع والدخان الكثيف. عندها بدأ فورطلي ورفاقه بإخراجهم واحداً تلو الآخر عبر النوافذ الخلفية وسقف الحافلة، مستخدمين ستراتهم لتغطية الزجاج المكسور حتى لا يُصاب الأطفال بجروح.

يتذكر الشاب المغربي تلك اللحظات قائلا: “لم أفكر في نفسي إطلاقاً… فقط في إنقاذهم. عندما انتهينا، كنت مرهقاً تماماً، لكن إحساسي الوحيد كان الارتياح لأن الجميع بخير.”

أما السائق المسن الذي تسبب في الحادث، فقد فارق الحياة متأثرا بإصاباته. ورغم المشهد المأساوي، واصل فورطلي المساعدة حتى وصول فرق الإنقاذ، ثم غادر متجها إلى عمله متأخرا، حيث استقبل بالتصفيق من زملائه الذين قالوا له: “أنقذت خمسين طفلا، وهذا أعظم إنجاز.”

الصحافة الإيطالية احتفت بقصته على نطاق واسع، فيما أعلنت السلطات المحلية نيتها تكريمه تقديرا لشجاعته التي جنبت البلاد مأساة وطنية.

أما هو، فيكتفي بابتسامة متواضعة قائلا: “لم أقم بعمل بطولي… فقط فعلت ما كان يجب أن يُفعل.”