آخر الأخبار

مشروع قانون أمريكي يربط تصنيف “البوليساريو” بالإرهاب بموقفها من الحكم الذاتي

كشف الكونغرس الأمريكي عن مشروع قانون فيدرالي جديد يهدد بفرض عقوبات على جبهة البوليساريو، ويقترح تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، ما لم تُظهر التزاماً جدياً بالانخراط في المسار السياسي القائم على مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

المشروع، الذي قُدم يوم 24 يونيو 2025 ضمن الدورة 119 للكونغرس تحت رقم H.R. 4119، أعده النائب الجمهوري جو ويلسون عن ولاية ساوث كارولينا بدعم من النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، وأُحيل إلى كل من لجنة الشؤون الخارجية ولجنة القضاء.

وينص المقترح التشريعي على منح وزيري الخارجية والخزانة الأمريكيين مهلة 90 يوماً لاتخاذ قرار بشأن تصنيف البوليساريو، مع فرض عقوبات عليها في حال ثبوت تورطها في أنشطة مرتبطة بالإرهاب، استناداً إلى قانون “ماغنيتسكي العالمي” وأمر تنفيذي رئاسي سابق.

غير أن المشروع يفتح الباب أمام استثناء محتمل، إذ يقر بإمكانية إعفاء الجبهة من العقوبات والتصنيف الإرهابي إذا التزمت بحسن نية بالمشاركة في مفاوضات تهدف إلى تنفيذ مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية سنة 2007، كحل نهائي للنزاع تحت السيادة الوطنية.

ويُلزم مشروع القانون الإدارة الأمريكية بإعداد تقرير مفصل في غضون 180 يوماً، يتناول قيادة البوليساريو وأنشطتها وشبكة دعمها الدولية، بما في ذلك إيران وروسيا، مع التركيز على علاقاتها المحتملة بتنظيمات مثل حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، وحزب العمال الكردستاني (PKK). كما يطلب التقرير تقييماً لمدى تورط الجبهة في استهداف المدنيين.

ويسجل المقترح أن البوليساريو، منذ تأسيسها عام 1973، تمثل حركة انفصالية تستهدف الوحدة الترابية للمغرب، وتتمركز أساساً في مخيمات تندوف بالجزائر. ويشير النص إلى وجود صلات أيديولوجية وعسكرية قديمة تربطها بإيران، تعود إلى الثمانينيات، حين ظهر مقاتلو الجبهة وهم يرفعون صور الخميني علناً.

وقد استند المشروع إلى تقارير صحفية واستخباراتية، من بينها ما نشرته مجلة جون أفريك، حول تدريب عناصر من الجبهة سنة 2018 من قبل حزب الله في مخيمات تندوف، بينهم عنصر خاضع لعقوبات أمريكية على خلفية مشاركته في هجوم كربلاء سنة 2007. كما أكد المشروع أن الدعم الإيراني للبوليساريو تطوّر ليشمل التسليح وتدريب المقاتلين على تشغيل طائرات مسيّرة مسلحة، في مؤشر على تحوّل نوعي في قدراتها القتالية.

وفي هذا السياق، استشهد المشروع بما نشرته صحيفة واشنطن بوست في أبريل 2025، بشأن تزويد إيران للبوليساريو بطائرات بدون طيار وتقديم تدريبات متقدمة، وهو ما اعتبره مشرعون أمريكيون تهديداً متزايداً للاستقرار الإقليمي.

كما أبرز المقترح وجود تواصل بين البوليساريو وتنظيمات مصنفة إرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني، الذي شارك أحد فروعه في قمة التضامن الصحراوي التي انعقدت في تندوف مطلع يناير 2025، في ما اعتبر دليلاً إضافياً على اتساع نطاق ارتباطات الجبهة بشبكات العنف عبر الحدود.

مشروع القانون، إذا تم تمريره، من شأنه أن يشكل تحولاً بارزاً في الموقف الأمريكي من نزاع الصحراء، ويزيد من الضغط على البوليساريو وداعميها الإقليميين والدوليين، ويعزز في الوقت ذاته المقاربة المغربية القائمة على الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي.