آخر الأخبار

مشاهد متناقضة في حي المحاميد بمراكش

عبد الصادق النوراني

إن درجة تحضر الأمم والشعوب تقاس بمدى نظافة شوارعها ووجاهة أحيائها وجمالية هندسة مدنها المعمارية ، في احترام تام للمساحات الخضراء والملك العام من طرف المواطنات والمواطنين وأصحاب المحلات والمنشآت التجارية والإقتصادية.
ومن دون أدنى شك أن احتلال الملك العام واستغلاله لأغراض ذاتية وتلويث الشوارع بالنفايات وعدم وجود حاويات كافية لرمي الأزبال يعد سلوكا شادا ومظهرا من مظاهر التخلف الذي يعكس لا محالة وعي الساكنة وتدني إحساسها بالمسؤولية الوطنية دون الإشارة والتنبيه إلى الفشل الدريع لسياسة التدبير المفوض للأزبال والنفايات المشفوع بضعف رقابة السلطات المنتخبة .
ولعل أبشع ظاهرة تخدش جمالية شارع النخيل جوهرة تيجان الشوارع بحي المحاميد ، هو ذلك الإسطبل الموجود أمام الملحقة الإدارية أسكجور والدائرة الأمنية 12 بمحادات القاعة المغطات المحاميد مع ما تشكله هذه المنشآت من رمزية وحضور تنموي .
اسطبلات في مساحة شاسعة غير مبنية بالهواء الطلق بموازات الشارع المذكور بعرباته المركنة وبغاله بمخلفاتها التي تزكم أنوف المارة والسكان على حد سواء بروائح كريهة تستقطب أنواع الحشرات المضرة بأشكالها المختلفة التي غالبا ما تجد من النوافذ معبرا آمنا للإستقرا بالمنازل المجاورة مع ما يشكله ذلك من إزعاج وأضرار للساكنة .
فإلى متى سوف يستيقظ الضمير الوطني المسؤولين الجماعيين والسلطات المختصة للقيام بأدوارهم وواجباتهم المنصوص عليها في القانون بما يضمن صحة وسلامة المواطنات والمواطنين ، ووقف تهديد البيئة وخدش جمالية شوارعنا للإرتقاء بالشأن الجماعي حتى يكون صورة متحضرة لمراكش التي نحب : قبلة العالم السياحي وجوهرة الجنوب المغربي الشامخ ؟