مراكش تستحق الحقيقة : الشكر لوزير الداخلية وليس لبروباغندا ” الفضل المزعوم ”
في خضم التحولات التي تعرفها مدينة مراكش استعداداً للموعدين القاري والعالمي، كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يحق للمواطن أن يعرف الحقيقة المجردة بعيداً عن ضباب البروباغندا الحزبية، وأن يُنصف أصحاب الجهود الفعلية لا أولئك الذين يقطفون ثمارها دون أن يزرعوا فيها شيئاً. ومن هذا المنطلق، لا بد من توجيه تحية شكر وتقدير مستحقة للسيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، على دعمه الوازن والدائم للمدينة الحمراء، من خلال تمويل مشاريع استراتيجية من ميزانية وزارته، والتي لولا تدخلاته الصريحة لما رأت النور العديد من الأوراش الكبرى التي يشهدها الفضاء الحضري لمراكش اليوم.
للأسف، في الوقت الذي كان فيه الوزير يدفع قُدماً بمسار التنمية في المدينة، اختار البعض أن ينسب له الفشل ويمنح غيره الفضل. فمنذ شهور فقط، كانت بعض الأصوات المقربة من المجلس الجماعي تتحدث عن “ امتناع وزارة الداخلية عن تمويل الممرات التحت أرضية”، متذرعين بذلك لتبرير العجز والتقاعس. اليوم، وبعد انطلاق العديد من المشاريع وتمويلها فعلاً من طرف وزارة الداخلية، صارت تلك الأصوات نفسها تروج بأن “ الوزيرة العمدة ” هي من استقدمت التمويل، وكأن الذاكرة الجمعية للمراكشيين قد أصابها النسيان أو الغفلة فباستثناء مشروع التجديد الحضري لجليز الذي يمول بنسبة كبيرة من ميزانية وزارة إعداد التراب الوطني و التعمير و الإسكان و سياسة المدينة فان بقية المشاريع تتربع وزارة الداخلية على نسبة الأسد في ميزانيات تمويلها .
منطق مقلوب لا يمكن لعاقل أن يقبله : فعندما تُعطّل المشاريع، يتهمون الداخلية، وعندما تُنجز، يرفعون صور “الوزيرة الفاضلة” في كل زاوية، متناسين أن الإنجاز ليس ملكاً لحزب أو تيار، بل نتيجة قرارات استراتيجية اتخذتها الدولة، وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس نصره الله .
ولا تقف مساهمات الوزير لفتيت عند التمويلات فقط، بل تتعداها إلى حماية المدينة من اختيارات كارثية كانت ستُغرق مراكش في مستنقع سوء التدبير. ويكفي أن نستحضر كيف تدخل بشكل حاسم لوقف صفقة مشبوهة متعلقة بشركات النقل الحضري، كان يُراد تمريرها بإيعاز من مسؤول معلوم.
وقد جاء الوزير بمقاربة شجاعة وجديدة، تقوم على ضرورة امتلاك الجماعات الترابية لأسطولها من الحافلات، وفصل تدبير الحافلات عن الشركات الخاصة، بما يضمن الشفافية والجودة في خدمة النقل العمومي.
إننا اليوم، إذ نشكر هذه الكفاءة الوطنية المتجسدة في شخص وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، فإننا نهيب بكافة الفاعلين والمؤسسات الإعلامية أن تتحلى بالحد الأدنى من الأمانة في نسب الإنجازات لأصحابها الحقيقيين، بعيداً عن أسطورة “ العمدة المنقذة”، التي يُراد ترسيخها كأن المدينة لم تعرف تنمية إلا بعد مجيء “بنت الصالحين”. الحقيقة لا تحتاج إلى زينة ولا إلى جيوش إلكترونية لترويجها.
والحق يعلو ولا يُعلى عليه.