آخر الأخبار

مراكش وكأس إفريقيا… مدرجات فارغة وتنظيم يُقصي الجمهور!

ما وقع في مراكش ليس مجرد ضعف في الحضور الجماهيري،  بل فضيحة تنظيمية مكتملة الأركان. مدينة يُفترض أن تكون واجهة المغرب السياحية والرياضية، تتحول في كأس إفريقيا إلى ملعب بمدرجات شبه فارغة، وأجواء باردة لا تليق بحجم التظاهرة ولا بتاريخ الكرة الإفريقية.
من العبث تحميل المسؤولية للجماهير. المشكل ليس في الجمهور، بل في الطريقة التي تم بها التعامل معه.
ولوج معقّد، مسارات غير واضحة، طوابير طويلة، غياب التوجيه، وانعدام أبسط شروط السلاسة والتنظيم. وكأن الرسالة كانت واضحة: إن أردت مشاهدة المباراة، استعد للمعاناة.
كيف يُعقل أن يُنفَّر المشجع بدل تشجيعه؟
كيف لمدينة عُرفت بحسن الاستقبال أن تفشل في أبسط الأمور: إدخال الناس إلى الملعب؟
وأي منطق هذا الذي يجعل الدخول إلى مباراة قارية أشبه باختبار صبر وإرادة؟
الأدهى من ذلك، أن هذا كله يحدث في ظل غياب تام لأي حملة دعائية محترمة. لا تعبئة، لا تواصل، لا إشراك للساكنة، ولا حتى محاولة خلق أجواء احتفالية تليق بالحدث. وكأن كأس إفريقيا نُظّمت على استحياء، أو كأن المنظمين لا يؤمنون أصلاً بقيمة الجمهور ودوره.
ما نراه اليوم ليس فقط مدرجات فارغة، بل فراغ في الرؤية، وفراغ في المسؤولية.
والنتيجة؟ صورة باهتة، إحراج تنظيمي، وتساؤلات مشروعة حول الكفاءة والاستعداد.
كأس إفريقيا ليست مجرد مباريات تُلعب، بل تجربة جماهيرية متكاملة.
وإذا استمر هذا العبث، فالخسارة لن تكون في عدد الحاضرين فقط، بل في سمعة مدينة، وثقة جمهور.
ويبقى السؤال الحارق:
هل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أم أن الجمهور سيظل الحلقة الأضعف دائمًا ؟

منقول