آخر الأخبار

مراكش: مبالغ مالية لتلميع الصورة و اخفاء التجاعيد

2,7 مليون درهم لـ ”تلميع الصورة”… فهل تكفي مساحيق التجميل لإخفاء التجاعيد ؟

نقلاً عن زملائنا في موقع Le Desk، قررت جماعة مراكش، برئاسة السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، التعاقد مع وكالة BUINCO للاتصال، في صفقة قيمتها 2,7 مليون درهم، الهدف منها “الترويج للجماعة”، أو بعبارة أخرى: تجميل الصورة، وتلمييع الواجهة، وتمرير خطاب وردي في زمن رمادي.

اللافت أن توقيت هذه الصفقة ليس عشوائيًا. فنحن على أبواب السنة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات التشريعية، وفي طريق زلق نحو انتخابات محلية بعد سنتين. وهنا يحق للمراكشيين أن يتساءلوا:
هل هي صدفة بريئة أم حملة إعلانية ممولة من المال العام استعدادًا لمعارك انتخابية قادمة؟
وهل أصبحت مراكش تحتاج إلى وكالة اتصال لتخبرنا أن “الوضع جيد”، في حين يكفي جولة قصيرة في أحياء المدينة لاكتشاف الحقيقة بالعين المجردة؟

الواجهة تلمع، أما الداخل…

في الوقت الذي تتهاوى فيه طرقات المدينة تحت عجلات الحفر، وتئن فيه البنية التحتية تحت ضغط التهميش وسوء التدبير، يبدو أن أولويات المجلس الجماعي تسير في اتجاه مختلف تمامًا:
“لن نصلح الطرق، لكن سنخبركم أنها ممتازة”.
“لن نعالج مشاكل التعمير، لكن سنقنعكم أن كل شيء تحت السيطرة”.
باختصار، نحن أمام نسخة متقدمة من مثل مغربي شهير:
“ما تبدل صاحبك ما دامت اللافتة تتغير”.

تجميل… من أجل من؟

من السذاجة الاعتقاد أن هذه الصفقة تهدف للترويج للمدينة، فمراكش لا تحتاج إلى وكالة دعاية، فـ”الحمراء” في حد ذاتها ماركة عالمية. لكن ما يبدو جليًا هو أن المستفيد الأكبر من هذه العملية هي صورة المجلس الجماعي وقيادته التي تتعرض منذ أشهر لانتقادات لاذعة بسبب:
• مشاريع غير مكتملة.
• اختلالات في التعمير.
• ارتباك في ترتيب الأولويات.
• وشلل شبه تام في تدبير عدد من الملفات الكبرى.

كم يكلفنا الترويج للوهم؟

2,7 مليون درهم كانت قادرة على:
• إصلاح عشرات الطرق المتدهورة.
• تجهيز مراكز صحية بالأحياء الهامشية.
• إنارة شوارع مظلمة.
• تمويل أنشطة ثقافية أو رياضية لفائدة الشباب. لكن، يبدو أن ما يشغل بال المجلس هو “ماذا سننشر على إنستغرام؟” أكثر من “ماذا سنُنجز على الأرض؟”.

خلاصة…

إن ما يحدث في مراكش اليوم هو فصل جديد من رواية “التدبير بالواجهة”، حيث يُستبدل العمل الحقيقي بالبروباغندا، ويُعوَّض الفعل السياسي بفيديو ترويجي، والنتائج بالابتسامات المصورة.
لكن مهما كانت جودة العدسات، واحترافية المصورين، ومهارة كتاب الخطاب، يبقى سؤال بسيط يطارد هذا المجلس:

هل تكفي 2,7 مليون درهم لمسح ذاكرة المراكشيين ؟