آخر الأخبار

مراكش بين ضعف المنتخبين وحزم الدولة

مراكش بين ضعف المنتخبين وحزم الدولة : عبد الوافي لفتيت في قلب التحول

في عزّ حرارة غشت، حلّ وزير الداخلية السيد عبد الوافي لفتيت بمدينة مراكش في زيارة خاصة، قد تبدو عابرة في ظاهرها، لكنها تختزل رمزية كبيرة في مضمونها : حضور كفاءة وطنية وازنة إلى مدينة ظلت لسنوات رهينة سوء التدبير المحلي والارتجال السياسي.

من مقاعد النخبة إلى قيادة الداخلية

المسار الدراسي للسيد لفتيت يُجسّد نموذج الكفاءة المغربية المتشبعة بثقافة الجدية والانضباط. فالرجل تخرّج من مدرسة البوليتيكنيك بباريس، ثم من مدرسة الطرق والقناطر، وهو تكوين علمي رفيع مكّنه من الجمع بين الدقة التقنية والرؤية الاستراتيجية. هذه المؤهلات وجدت ترجمتها في ثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي عيّنه والياً على جهة الرباط سنة 2014، ثم وزيراً للداخلية سنة 2017.

مراكش.. مدينة محاصرة بضعف مجالسها المنتخبة

عاشت مراكش سنوات من الركود. المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسيير الجماعة لم تستطع النهوض بالمدينة، وظلّت منشغلة بصراعاتها الحزبية الضيقة أكثر من انشغالها بمشاريع تنموية كبرى. النتيجة: طرقات مهترئة، مشاريع متعثرة، ومدينة عالمية فقدت بريقها.

تدخل الدولة.. ضخ مليارات لإعادة الاعتبار

في مقابل هذا العجز المحلي، برز دور وزارة الداخلية بقيادة عبد الوافي لفتيت كحامل لمشروع الإنقاذ. فالوزارة خصصت ملايير الدراهم لإصلاح البنية التحتية استعداداً لاحتضان اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي 2023، وهو ما أسفر عن إصلاح محاور كبرى، اضافة إلى مشروع بناء قنطرة العياشي، وتوسيع الشوارع الرئيسية التي كانت في حالة يرثى لها.

نحو كأس إفريقيا والعالم 2030

لا يمكن إنكار أن مراكش اليوم تعيش بفضل تدخل الدولة مرحلة إعادة تأهيل استراتيجي، استعداداً لاحتضان كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030. فلو كانت رهينة لميزانية جماعية هزيلة وتدبير محلي هاوٍ، لما تمكنت من تجاوز عثرتها التاريخية.

خلاصة

زيارة السيد لفتيت في قلب غشت الحار ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل تذكير ضمني بأن الدولة هي التي أنقذت مراكش، في الوقت الذي فشلت فيه مؤسساتها المنتخبة في لعب دورها الطبيعي. لذلك، إذا كان من شكرٍ اليوم، فهو موجّه لوزارة الداخلية ولوزيرها، اللذين ضمنا أن تظل مراكش مدينة في مستوى رهاناتها العالمية