آخر الأخبار

مراكش بحاجة للتنويع الاقتصادي: نهاية زمن الرهان على السياحة

مراكش، المدينة التي يراها العالم رمزًا للسياحة والفخامة، تبدو اليوم مسرحًا لمفارقة مؤلمة: الفنادق تنمو، والمطاعم الفاخرة تتكدس، بينما شباب المدينة من خريجي المعاهد والكليات يتخبطون في بطالة مستمرة وفرص عمل لا تليق بكفاءاتهم.

الأمر الأكثر إيلامًا أن مراكش، التي يمكن أن تكون مركزًا للصناعة والابتكار، اختارت أن تحبس نفسها في فخ السياحة وحدها. المصانع تغيب، المشاريع التقنية نادرة، وحاضنات الابتكار على الورق فقط، بينما دماء الشباب العلمية تضيع بين تقارير حكومية تُطرح في المؤتمرات ولا تُطبق على الأرض.

البرنامج التنموي الوطني وخطب جلالة الملك حول الثروة البشرية كررت مرارًا أن الإنسان هو القوة الحقيقية للتنمية. لكن في الواقع، هذه القوة تتحول إلى شعار فارغ على الورق: خريج الهندسة يوزع منشورات سياحية، وخريج علوم الكمبيوتر يعمل في وظائف لا توازي نصف كفاءته. “الثروة البشرية” في مراكش مجرد بطاقة تزين التقارير الرسمية، لا أكثر.

مراكش بحاجة الآن إلى خطة جريئة للتنويع الاقتصادي: صناعات خفيفة، تكنولوجيا، طاقة متجددة، اقتصاد رقمي، وحاضنات ابتكار تحول المعرفة إلى إنتاج ملموس. بدل أن نبيع المدينة للزوار، يمكننا أن نبيع للعالم نموذجًا للحداثة والتنمية المستدامة.

المدينة التي يمكن أن تكون مثالًا للنجاح الاقتصادي تقدم اليوم دروسًا صارخة في الفشل. السياحة وحدها لا تكفي لإطعام العقول والكرامة. حان الوقت لإيقاظ المسؤولين على التدبير المحلي وكل الفاعلين، وتحويل الكلام الملكي إلى فعل حقيقي: استثمار في البشر والمعرفة، بدل الرهان على أضواء الفنادق فقط.