يمثل ثلاثة شبان، بينهم مستخدم بمطبعة، يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، على خلفية احتجاجات حركة “جيل Z”، بعد اعتقالهم السبت 4 أكتوبر الجاري، في أول أيام الاحتجاجات بشارع محمد الخامس، بسبب ارتدائهم قمصاناً تحمل شعارات “الحرية لفلسطين” و“التعليم والصحة أولاً”.
وبحسب مصادر، فقد وُجهت إلى الموقوفين تهمة “المشاركة في التحريض على ارتكاب جنح وجنايات بواسطة ملصقات معروضة على العموم”، استناداً إلى الفصول 299 و1-299 و129 من القانون الجنائي، وذلك بعد مثولهم أمام وكيل الملك يوم 6 أكتوبر، الذي قرر إحالتهم على الجلسة العلنية في حالة اعتقال.
وتعود تفاصيل القضية إلى قيام شابين بارتداء قمصان مطبوعة بالشعارات المذكورة، بينما يُتابَع الثالث، وهو مستخدم بمطبعة، بتهمة طباعة تلك العبارات بطلب منهما. وأكد أحد الموقوفين، خلال الاستماع إليه، أنه لا علاقة له بحركة “جيل Z”، وأن القميص طُبع بشكل شخصي وعفوي مقابل 20 درهماً فقط، دون نية التحريض أو المشاركة في أي احتجاج. كما نفى الموقوف الشاب، البالغ من العمر 21 سنة، أن يكون لتطبيق “ديسكورد” الذي استُجوب بشأنه أي صلة بالتحريض، موضحاً أنه يستخدمه لأغراض دراسية في مجال الطباعة المعلوماتية.
أما مستخدم المطبعة، فقد صرّح بأنه أنجز عملية الطبع بمقابل رمزي وبشكل مهني بحت، دون علمه بمضمون الشعارات أو خلفيتها.
وتأتي هذه القضية في سياق اعتقالات واسعة طالت قرابة 200 شاب وشابة خلال الأيام الأولى لاحتجاجات “جيل Z”، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير وحق التظاهر، والرمزية المرتبطة بارتداء الشعارات في الفضاء العام، وسط دعوات حقوقية متزايدة إلى احترام المكتسبات الدستورية وضمان التوازن بين مقتضيات الأمن العام والحقوق الفردية للمواطنين.
ومن المرتقب أن تشكل هذه المحاكمة اختباراً جديداً للموقف القضائي من التعبيرات الشبابية في الفضاء العمومي، في ظل استمرار قضايا مشابهة تتراوح تهم أصحابها بين “التحريض على الاحتجاج” و“العصيان”.
