آخر الأخبار

ماستر كلاس مدرسة المناخ النسائية بمراكش: تجارب رائدة، مشاريع تطبيقية وزيارة علمية تكشف عن دور المرأة في حماية البيئة

في إطار مشروع “مدرسة المناخ النسائية: الحلول الجديدة والمبتكرة لتخفيف آثار تغير المناخ وتعزيز قدرات النساء على التكيف بجهة مراكش-آسفي”، الممول من طرف صندوق المنح الخضراء العالمي (Global Greengrants Fund)، احتضنت مدينة مراكش يوم السبت 31 ماي 2025 جلسة “ماستر كلاس” مميزة بمشاركة شبكات وتعاونيات نسائية رائدة من مختلف مناطق المغرب.

الدكتور يوسف الكمري عن مركز التنمية لجهة تانسيفت

افتتحت أنشطة اليوم اليوم الثاني، السبت 31 ماي 2025، بجلسة ماستر كلاس خاصة، أشرف على تسييرها الدكتور يوسف الكمري عن مركز التنمية لجهة تانسيفت. وشارك فيها عدد من الفاعلات والفاعلين في المجتمع المدني البيئي من مختلف جهات المملكة، ممن راكموا تجارب ميدانية رائدة ساهمت في إحداث أثر ملموس على الصعيدين الاجتماعي والبيئي، خاصة في صفوف النساء والفتيات بالعالم القروي.

  • عائشة كرومي وزينب الشبيبي كادو، عن جمعية الأرض والإنسانية والرحامنة والحوز، استعرضت تجربة الفلاحة الإيكولوجية المستدامة وتعزيز قدرات النساء القرويات على الإنتاج البيئي.
  • آسية السباعي، عن تعاونية ضياء للحلول الشمسية بطنجة، قدمت مشروعاً رائداً لصناعة الأفران والمجففات الشمسية لفائدة نساء شمال المغرب.
  • لطيفة سروخ، عن Coopérative Sun Power بتطوان، أبرزت أهمية دعم النساء لاعتماد تقنيات الطاقة الشمسية في الحياة اليومية والعمل.
  • سعيدة اعطار، عن تعاونية أركان الخير بالصويرة، تحدثت عن دور التعاونيات في تثمين منتجات الأركان وتحقيق استقلالية النساء المشتغلات في المجال.
  • عبد الله أحجام، عن شبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان بسوس–ماسة وتزنيت، عرض نماذج من التنسيق النسائي البيئي في حماية المحمية الطبيعية.
  • محمد بيزاني، عن جمعية الماء والطاقة بجهة مراكش–آسفي، قدم تجربة ناجحة في ترشيد استعمال الماء والطاقة في المجال القروي.

ورشات عمل تطبيقية: من الرؤية إلى المقترح الميداني

في الحصة الثانية، تم تنظيم ثلاث ورشات عمل موضوعاتية شملت مجالات:

  • الموارد المائية والمناخ، بتأطير من الدكتورة نادية ماندي؛
  • الطاقات المتجددة والتكيف مع التغير المناخي، بتأطير من الدكتورة فاتحة بروك؛
  • التنوع البيولوجي وتغير المناخ، بتأطير من الدكتور يوسف الكمري.

وخلال أكثر من ساعة من التفكير الجماعي والنقاش البنّاء، وبتيسير من الدكتور مصطفى بنرامل، خرجت الورشات بمقترحات مشاريع بيئية محلية، نذكر منها:

  • إعادة تأهيل المطفية كحل تقليدي لتدبير شح المياه، قدمه الأستاذ هشام أكورض عن جمعية موكادور الخضراء.
  • مشروع AGRIDOLAR لدمج الطاقات المتجددة في تثمين المنتجات المجالية، قدمته الدكتورة لطيفة سروخ.
  • مبادرة تويزة نسائية لحماية التنوع البيولوجي في سوس وجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، عرضها الأستاذ عبد الله أحجام.

وقد تم الاتفاق على إعادة صياغة المشاريع بشكل نهائي، تمهيداً لعرضها على شركاء محتملين لدعمها وتمويلها.

اختتم اليوم الثاني بزيارة علمية تأطيرية إلى المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث تم التعرف على محاور البحث والتجريب في مجالات:

  • أداء النظم الإيكولوجية؛
  • تقنيات معالجة المياه وتحلية مياه البحر؛
  • الطاقة الشمسية الحرارية والفولتية؛
  • النجاعة الطاقية في البناء والصناعة؛
  • إعادة تدوير النفايات المائية والصلبة.

وقد قدمت الدكتورة ليلى ماندي والدكتور فيصل عزيز، رفقة مجموعة من طلبة الدكتوراه، شروحات مفصلة حول هذه التقنيات الحديثة، كما عرض الطالب الباحث ياسر بلعزيز تجربة بحثية في الطاقة المستدامة.

وأكد مسؤولو المركز أن مؤسستهم، التي تأسست سنة 2008، تعمل على خلق جسور التواصل بين الجامعة والمجتمع، وتكوين كفاءات علمية قادرة على المساهمة في الانتقال البيئي بالمغرب.

عكس اليوم الثاني من “مدرسة المناخ النسائية” تفاعلاً قوياً بين الخبرة الميدانية والبحث العلمي، وأكد أن المرأة القروية المغربية أصبحت اليوم شريكة فاعلة في رسم معالم التنمية البيئية المستدامة.

واختُتمت فعاليات مشروع “مدرسة المناخ النسائية” يوم الأحد 1 يونيو بزيارة ميدانية إلى “قرية الطاقة الشمسية إيد مجاهدي” بجماعة أوناغة، حيث مثّل هذا النموذج الحي مثالاً ناجحاً لربط الطاقة المستدامة بالتنمية المحلية، وتعزيز تمكين النساء تكنولوجياً واقتصادياً في سياق مواجهة التغيرات المناخية.