تتوالى قرارات السياسيين في هذا البلد كما لو كانت مسرحيات قصيرة، تنتهي فصولها بالتصفيق، بينما الواقع يظل كما هو. وعود براقة، مشاريع معلنة بالأرقام والمصطلحات، لكن الملموس على الأرض يكاد يكون منعدماً. المواطن الذي صبر طويلاً، يتساءل اليوم: ماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذه الخرجات الإعلامية التي تُسوّق لإنجازات غير مرئية؟ ماذا بعد القوانين التي تُعلن بحماس ولا تجد طريقها إلى التنفيذ؟ ماذا بعد حملات التواصل والابتسامات العريضة التي تُخفي عجزاً في مواجهة مشاكل التعليم والصحة والشغل؟
الأخطر أن الثقة في السياسة تآكلت. الشارع لم يعد يصدّق الخطاب الرسمي، لأنه ببساطة لا يجد انعكاساً له في حياته اليومية. والأسوأ أن من يُفترض أنهم ممثلون للأمة، صاروا منفصلين عن همومها، غارقين في حساباتهم الحزبية والانتخابية.
الأسئلة اليوم حارقة: هل هناك إرادة حقيقية لإصلاح جذري؟ هل سنظل ندور في حلقة مفرغة من الوعود والتبريرات؟ أم أن لحظة المكاشفة قد اقتربت؟
الجواب ليس في الكلمات، بل في الأفعال. وحتى يتحقق ذلك، سيظل سؤال واحد يلاحق السياسيين في كل خطوة: ماذا بعد؟