آخر الأخبار

مؤلف كتاب ثورة العقل

إدريس بوطور.

( من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، ومابدلوا تبديلا ) سورة الأحزاب – الآية 23 ************ ارتباطا بمفهوم النضال وحب الوطن ، وانطلاقا من مضمون الآية الكريمة أعلاه ، إستحضرت رجلا من طينة نادرة ، أحب وطنه بصفاء ووفاء ونكران ذات . إنه الأستاذ عبد الله ابراهيم ، أو “مولاي عبد الله” كما كان يناديه الملك محمد الخامس . وللذكرى والتاريخ خصصت مضمون هذه التدوينة الوجيزة للتذكير بهذه الشخصية الفذة ** عبد الله ابراهيم 1918/2005 ، رأى النور بقرية “تامصلوحت” ناحية مراكش ، ومن المدينة الحمراء انطلقت مسيرته العلمية بالدراسة في جامعة ابن يوسف ، لينتقل من هذه الجامعة الأصيلة إلى جامعة السوربون بباريس لدراسة التاريخ الديبلوماسي والعلاقات الدولية بين سنتي 1946 و 1949. كان عبد الله ابراهيم المغربي الوحيد الذي ساهم مع لجنة علمية دولية في أشغال صياغة الميثاق الأول لحقوق الإنسان بجنيف -سويسرا- 1949. رجع إلى المغرب ليبدأ نشاطه السياسي الصادق بالإشراف على تحرير جريدة العلم وقيادة حزب الاستقلال ، ثم الإشراف على الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بعد الانشقاق . ترأس ثالث حكومة مغربية بعد الاستقلال 1958/ 1960 ** كانت له كرئيس حكومة مواقف مشرفة همت تصفية استقلال المغرب من بقايا الوصاية الفرنسية على المستوى الأمني والإداري والاقتصادي . اعتزل العمل السياسي مبكرا ، وخرج منه نظيفا نقيا عزيز النفس أبيا . التحق بالتعليم العالي أستاذا جامعيا في التاريخ الدبلوماسي العالمي والمغربي . لم يزايد أو يناور بمبادئه ومواقفه ومكانته من أجل مصلحة شخصية ، عرفه القريب والبعيد بالرزانة السياسية والنبوغ الفكري ، كان رجلا زاهدا في كل شيء ، لم يطمع في الحصول على أي شيء باستثناء نيل حب الوطن والوفاء له ** تفرغ بعد اعتزاله العمل السياسي لتوثيق تجربته الميدانية ، حيث بث عصارة هذا المراس بين دفتي كتاب قيم بعنوان (صمود وسط الإعصار ) والذي صدر سنة 1969 ، وهو قراءة عميقة للمغرب عبر التاريخ ، ويعتبر حسب الباحثين المتخصصين أعمق ما أنتجه الفكر السياسي المغربي بعد الاستقلال ** مجمل القول ، ما أحوج المغرب لرجال من طينة الراحل عبد الله ابراهيم حتى يستطيع وطننا الحبيب أن يستمر صامدا وشامخا وسط الإعصار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها /