آخر الأخبار

مؤتمر الأحرار في الداخلة يثير الجدل بتسجيلات صادمة

في مدينة الداخلة، وعلى هامش مؤتمر نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار أمس السبت، والذي يدخل ضمن جولاتٍ جهوية جديدة تحت شعار “مسار الإنجازات”، انفجرت موجة سخرية على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار تسجيلات مصوّرة تُوثّق ما وصفه كثيرون بـ”الاستغلال السياسي المفضوح”.

فقد أظهرت المقاطع المصورة، بما في ذلك الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حشد عدد من عمال وعاملات وحدات صناعية، أغلبهم من ساكنة المنطقة، وتمت مطالبتهم بارتداء زيهم الصحراوي التقليدي (الدراعة والملحفة)، ثم إدخالهم إلى قاعة المؤتمر لإضفاء طابع محلي صحراوي على المشهد، يوحي بأن الحزب يحظى بدعم واسع في الأقاليم الجنوبية.

غير أن الصدمة جاءت من تصريحات مباشرة لبعض المشاركين أنفسهم، التُقطت في كواليس الحدث، حيث صرّح عدد منهم بوضوح:

“لبسنا ملحفتنا وجينا، ولكن ما عندنا حتى علاقة بالحزب”، في إشارة صريحة إلى أنهم لم يُدعوا كمؤتمِرين أو أنصار، بل كحضور مؤقت تم تجنيده لتأثيث المشهد.

هذه الشهادات العفوية نسفت السردية الرسمية للمؤتمر، وأعادت إلى أذهان المتابعين مشهد “مسيرة ولد زروال”.

ومن جهة أخرى، يرى البعض أن ما جرى في المؤتمر هو امتداد لأسلوب سياسي يعتمده الحزب في استمالة المواطنين، حيث يُستغل المواطنون في مناسبات سياسية عبر توزيع القفف،لتعزيز صورة الحزب في أوساط الفئات الهشة.

إن ما جرى في الداخلة لم يُعتبر استثناءً، بل مجرد حلقة جديدة في أسلوب سياسي يعتمد على التسويق بدل المصداقية، وعلى تجميل الصورة عوض الإصلاح الحقيقي.

حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كثيرًا ما وُجّهت له انتقادات بتغليب الجانب الدعائي على المضمون السياسي، يجد نفسه اليوم في مرمى السخرية والانتقاد الشعبي، بعد أن تحوّل مؤتمره في الداخلة إلى مثال حي على فقدان الثقة ومحاولة تغليف الأزمة بالزي الصحراوي.

في أحد المقاطع، قال شاب بنبرة عفوية أمام الكاميرا:

“إحنا من الداخلة، لبسنا لباسنا، ولكن ما جينا لحزب… جينا غير تفرّجنا”.

وهو تصريح يلخّص بدقّة عمق الهوة بين الصورة التي أراد الحزب تصديرها، والحقيقة التي فضحتها الهواتف المحمولة.