آخر الأخبار

لن تغيب شمسك !!

غــدا 26 ابريل تحل الذكرى الثامنة والثلاثون على اليوم الأسود، اليوم الذي اغــتِـيـلَ فيه الشهيد “عــزيـــزبنسماعيل”. ففي مثل هذااليوم من سنة 1982 أنشبت مؤامرة خبيثة ولئيمة سكينها في جسد مثقف أعزل من أبناء الشعب الذي يحمل هموم المستضعفين و الكادحين حتى النخاع. في صبيحة يوم ربيعي امتدت يد القهر والحقد لتغتال أحد أبرز المثقفين المراكشيين الشاب المناضل”عزيز بنسماعيل” صاحب اللب الأصيل والباع الطويل . كان رحمه الله مثالا في الصلابة على التجرد من نكران الذات، و نزاهة في الممارسة السياسية والذود على مبادئها حتي لا تتحول إلى مستنقع للإنتهازيين و الوصوليين. جبل أشم، لم تهده الرياح الهوجاء يوما. هكذا كان الإنتماء إلى اليسار تهمة تبرر القتل من طرف جهة تولت تنفيذ هذه الجريمة الشنعاء ضد رجل تعليم أعزل . متح عزيز بنسماعيل من منهل أبيه العلامة الألمعي المرحوم الأستاد “عمر بنسماعيل” المتخصص في فقه اللغة وعلم التجويد فنون المعرفة المختلفة حتى أصبح بارعا في النظم والنثر والبلاغة. أسس عزيز مجلة “الإختيار” مع ثلة من المثقفين :الأخوان أحمد طليمات والمرحوم عزيز طليمات،وأبو يوسف طه، و الأطلسي طالع السعود ورئيسة التحريرمليكة العاصمي آنذاك .كما أسس جمعية قدماء معهد ابن يوسف ( دار البارود.) مع طليمات أحمد و عبد الصمد بلكبير. بدأ المرحوم تألقه الأدبي بالملحق الثقافي في جريدة “العلم” بعدد مهم من القصص القصيرة،و الدراسات النقدية.إهتم عزيز بالثرات الشعبي الملحون وكان رحمه الله يحمل هم مشروع أدبي يهدف إلى المقارنة بين قصائد شعر الملحون و الشعر الجاهلي.كما كان يهتم بالبحث في أصول وأنساب الأسر المراكشية.انتخب عزيز كاتبا لفرع إتحاد كتاب المغرب بمراكش،كما كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب .بدأ نشاطه السياسي بمنظمة إلى الأمام ثم 23 مارس مع علال الأزهرومحمد حسان،و البريبري محمد والأستاذ عمر الناصري .وبحكم انتمائه إلى رئاسة إتحاد كتاب المغرب بمراكش، أسس علاقات مع كل من الشاعر محمد بنيس، والشاعر عبد القادر الشاوي صاحب كتاب “كان و أ خواتها” و القمري البشير و الغوالي عبد الفاضل . مَن له المصلحة في التستر على هذه الجريمة التى دامت 38 سنة ومازالت العدالة لم تقل بعد كلمتها النهائية في حق المجرمين الحقيقيين والجهات التي أمرت بالتصفية الجسدية ؟ يكفيك شرفا أن جعلت من جسمك جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية والإنعتاق،أهديت دمك طأطأت حروفه رؤوسها خجلة، فتحيةً تملؤها المحبة والافتخار بك أيها الوديع،فشمسك لن تغيب عنا أبــدا “يا عزيزي.”

مراكش يوم 25 أبريل 2020.

المبارك الگنوني / سيدي بنسليمان