آخر الأخبار

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الاستقلال – 4 –

كريم الفحل الشرقاوي 

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الإستقلال
للدكتور مصطفى بغداد

العوائق السياسية و السوسيوثقافية :
عرفت الحركة المسرحية المغربية في هذه المرحلة من تاريخها مجموعة من العوائق و المثبطات التي كانت تحد من فعاليتها و حضورها و إشعاعها كالموقف السلبي لبعض الفقهاء و المحافظين من المسرح و الفن عموما .. و انعدام الإمكانيات المادية و قلة الخبرات و الكفاءات الفنية و التقنية .. و أزمة النصوص المسرحية و ضعف البنيات التحتية و إحجام العنصر النسوي عن المشاركة في الأعمال المسرحية .. إضافة إلى كون أغلب الممارسين المسرحيين كانوا من الهواة و الطلبة و و المثقفين و الفقهاء الإصلاحيين و الحرفيين الذين كانوا يعتمدون على إمكاناتهم الخاصة .
غير أن أهم العوائق تجسدت بالخصوص في طول يد الرقابة الاستعمارية التي كانت تتفنن في الحذف و البتر و التشويش و منع بعض العروض المسرحية .. و محاصرة و نفي المسرحيين الوطنيين و اغتيال بعضهم كما هو الشأن بالنسبة للشهيد ” محمد القري ” . نفس الدور السلبي لعبته الأحداث السياسية المتعاقبة كإعلان الظهير البربري و نشوب الحرب العالمية الثالثة … و غيرها من الأحداث الدولية و الإقليمية و المحلية التي انعكست على مغرب الحجر و الحماية .
الأمر الذي ساهم في التضييق على الممارسة المسرحية من طرف الرقابة الاستعمارية نظرا لالتحام الحركة المسرحية بالحركة الوطنية و بأهدافها النضالية و التحررية و التوعوية الأمر الذي دفع بأغلب الباحثين المعاصرين إلى اعتبار المسرح المغربي في تلك المرحلة أداة لبث الوعي السياسي التحرري و استنهاض الهمم لمواجهة الاستعمار .