آخر الأخبار

قيادات من “البام” توظّف الرياضة كورقة انتخابية قبيل المونديال

في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، تتصاعد موجة انتقادات لاذعة ضد قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة، بسبب ما اعتبره متابعون “تغوّلًا انتخابيًا” في مجال الرياضة. فبدل أن تكون الرياضة رافعة للتنمية ومجالًا جامعًا لكل المغاربة، تحوّلت في يد بعض القيادات الحزبية إلى وسيلة لتلميع الصورة وبناء رصيد انتخابي ضيق.

وتقف في قلب هذا الجدل أسماء بارزة مثل فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة وإحدى الوجوه النافذة في الحكومة، التي ارتبط اسمها مؤخرًا بعدد من المشاريع الشبابية والرياضية بمراكش، والتي يرى منتقدون أنها استُخدمت كمنصة للترويج السياسي أكثر من كونها استجابة فعلية لحاجات المدينة وفريقها الكوكب المراكشي.

في المقابل، يواصل سمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي، نسج حضوره عبر إطلاق مشاريع مرتبطة بالبنيات التحتية الرياضية، وسط اتهامات بأنه يضع المونديال المقبل غطاءً لخدمة أجندته الانتخابية.

وتشير معطيات متداولة في الأوساط الإعلامية والجماهيرية إلى أن “تعيين المنصوري رئيسة شرفية للكوكب المراكشي”، أو دعم كودار السخي لفريق “أولمبيك آسفي”، لا يمكن فصله عن سياق التحضير للاستحقاقات المقبلة. خطوة اعتبرها مراقبون استغلالًا صريحًا لرمزية الرياضة الشعبية في صناعة الولاءات الانتخابية.

ويرى محللون أن خطورة هذا السلوك تكمن في تحويل الرياضة من فضاء للتربية والتأطير وبناء الوعي الجماعي إلى ساحة صراع حزبي قصير الأمد. فالحدث العالمي المنتظر، الذي كان من المفترض أن يوحد الصفوف ويعزز صورة المغرب كقوة إقليمية صاعدة، أصبح مهددًا بالتحول إلى أداة انتخابية تُسيء إلى جوهر الرياضة.

الانتقادات الموجهة لقيادات “البام” تضع أيضًا الحكومة أمام مسؤولية مباشرة، إذ يُنتظر منها ضمان حياد المشاريع الرياضية الكبرى عن أي استغلال انتخابي، وصونها باعتبارها مكسبًا وطنيًا يتجاوز كل الأحزاب. غير أن المؤشرات الحالية، وفق متابعين، تنذر بخطر حقيقي يتمثل في أن تتحول الرياضة من حلم جماعي إلى ورقة في لعبة انتخابية ضيقة