قناة الشعب اليوم تثبت أن شعاراتها حول قربها من المواطنين ليست سوى خدعة باهتة. المواطن يتجرع المرارة في مستشفيات مكتظة وأقسام تعليمية منهارة، بينما القناة تختار التركيز على الفضائح والأحداث الثانوية، كأن هدفها نشر الجهل وتزيين الخيبة بدل نقل صوت المواطنين ومعاناتهم الحقيقية.
اليوم خرج الشارع المغربي للاحتجاج والمطالبة بحقوقه الأساسية في الصحة والتعليم، مردّدًا شعارات واضحة: “ما موكلها الخبز”، في إشارة إلى أن المطالب لا تقتصر على الغذاء، بل على حياة كريمة وخدمات أساسية. القناة اختارت الغياب التام، مكتفية بالفضائح والتفاهات، وتعرض للمشاهدين مسرحية سوداء بلا روح ولا مضمون.
برامج القناة الأخيرة تكاد لا تتناول أي قضية تلامس الواقع الاجتماعي للمواطن، بل ركزت على أحداث جانبية بعيدة عن مشاكل الناس الحقيقية. هذا الانحراف بين شعارات القناة وواقعها الفعلي يترك المواطن وحيدًا في صراعه.
السؤال المقلق: هل صمت القناة كان نتيجة تعليمات من “أولياء النعمة” بعدم الظهور؟ أم أنها غارقة في عالمها الخاص، غير مبالية بالحقائق؟ الغياب المريب يفضح هشاشتها كمؤسسة إعلامية تدّعي قربها من الشعب، بينما صوت المواطن المظلوم يبقى خارج شاشتها.
المفارقة أن القناة تظهر بحلة مسرحية متقنة عند أي حدث ثانوي بعيد عن الواقع، بينما المطالب الحقيقية للشارع لا تجد لها صدى. اليوم، قناة الشعب بلا مصداقية، بلا أثر، وكأنها تقول للمشاهدين: “اضحكوا على واقعكم ونحن نستمتع بالعرض”. السخرية السوداء هنا تكمن في أن كل ما تعلنه القناة عن حبها للشعب مجرد مسرحية سوداء، بينما صوت المواطن ضد الحكومة “ما موكلها الخبز”، ولا تجد القناة أي مكان لتعكسه، ليظل الإعلام الحقيقي الصوت الوحيد القادر على نقل هموم المواطنين بصدق وجرأة.