آخر الأخبار

قراءة في محتوى أسئلة امتحانات العوروالعار والعورة

أسالت امتحانات اللغة الفرنسية سنة أولى  جهوي مداد الإعلام المحلي والجهوي ، وانضافت إلى الفضائح الوطنية بأبطال من داخل المؤسسة التشريعية المغربية وبتوقيع الحزب الحاكم حزب النذالة والتعمية ،كما أسالت بنفس القدر دموع التلاميذ والتلميذات وأولياء أمورهم لأسباب عديدة .

المنع الذي طال المشرفين على المواد  من الدخول إلى الأقسام منذ مدة لا  يستهان ،وحرمان الأستاذ المشرف من الاطلاع على الامتحان إلا بعد مرور نصف المدة الزمنية على إنجازه ، حال بين الأساتذة المشرفين في مراكز الامتحانات واكتشاف خطأ السطرين المضافين .

وفي اللحظة التي تم الانتباه إلى الخطأ ،وبطبيعة الحال بعد مرور ساعة من الزمن لم يتم تدارك الأمر في حينه ،فالتلاميذ منهمكون في الإجابة ،والبعض منهم وهنا الطامة الكبرى كان قد غادر قاعة الامتحانات

وبالرجوع إلى الأسئلة وتتبعها ماذا نجد ؟

بطبيعة الحال التلميذ الذي سيملأ الخانات الأربع في السؤال الأول خانة عنوان الكتاب أو النص واسم الكاتب والنوع الأدبي وتاريخ النشر ولم يخبره المشرف أو رئيس المركز بشطب السطرين الأخيرين من النص ،من حقه الإشارة إلى جواب مضاعف فيه عنوانين ،واسمي مؤلفين ،وتاريخين للنشر مع الحفاظ على جواب واحد في النوع ،وهو أمر مشروع على اعتبار أننا أمام نصين سرديين مختلفين بدلا من نص واحد.

وفي ما يخص السؤال الثاني المتعلق بعلاقة النص بالفصل الذي أخذ منه ،يعرف كافة التلاميذ والتلميذات أن فصول الرواية غير معنونة ،مما يدل على أن الصيغة المقترحة في السؤال مغلوطة ،كان من الممكن أن تعوض بكل بساطة بالتساؤل عن فضاءات مكانية انسجاما مع الاختيارات المقترحة .

أما عن السؤال المرتبط بالحقول الدلالية فيرى أساتذة المادة الأكفاء ذوي التجربة الطويلة الممتدة لعقود من الزمن أنه عبارة عن تمرين لغوي ،لا أهمية له في مجريات وقائع النص السردي المقترح ،ولا داعي له إذا سلمنا أن له وظيفة في التعبير عن التيمة أو الموضوعة المتناولة في النص .

وبالعودة إلى السؤال السابع والمسألة بصدده مثيرة للدهشة والاستغراب حيث قدمت جملة

J’ ai senti un froid d’ acier

وطلب من التلاميذ في السؤال تحديد أسلوب التعبير من خلال وضع سطرين تحت الكلمتين ،ومرة أخرى قدمت أربعة اقتراحات لاختيار واحد منها جوابا صحيحا ،إلا أن الأنكى والأمر أنه ولا اقتراح من الأربعة صحيح ،إذ الأقرب للصواب والذي كان يجب أن يكون احتمالا هو الاستعارة وهو غير وارد في الاقتراحات .

السؤال العاشر يبرز هو الآخر انعدام دقة قراءة المفتش الذي طرح السؤال ،فالمعتذر للسجين هو مساعد الجلاد وليس هذا الأخير .

وإذا تجاوزنا الجوانب البلاغية في السؤال السابع إلى جوانب لغوية متعلقة بلغة بودلير يشير أساتذة اللغة الفرنسية إلى أن التعبير الكتابي  لم يسلم هو الآخر من الركاكة والإطناب فكلمة

La foule

لا نتبعها بكلمة

Gens

لأنها إطناب مخل .

الخلاصة التي استخلصها أساتذة المادة ،هو أن أسئلة الفهم المرتبطة بالنص لا تتضمن أو تتبع أي تقدم ،وما حز في نفوسهم هو أن المسؤولين في بعض مراكز الامتحانات لم يكلفوا أنفسهم عناء تصحيح الأخطاء القاتلة ،وهو ما دفع ببعض التلاميذ للاجتهاد الذي أسقطهم في الأخطاء على غرار ما تمت الإشارة إليه آنفا في السؤال الأول .

أما الحقيقة المرة التي تجرعها تلاميذ وتلميذات الأكاديمية الجهوية مراكش آسفي ،هي أن مادة الفرنسية بمعامل 3أو 4 تبعا لاختلاف المسالك ،التي كانوا يعلقون عليها آمالا عريضة ،ويكلفون أنفسهم فيه عناء الساعات الإضافية في سوق سوداء ،بنسور من الأساتذة والمفتشين يرتدون البياض ،ويقدمون السم في العسل ،بهدف الحصول على معدلات مشرفة تشكل بالنسبة لهم خزانا وحافزا للعمل بالنسبة للسنة الثانية باكلوريا ،أصبحت الآن مهددة ومخيفة ،خاصة إذا لم تؤخذ هذه الاختلالات بعين الاعتبار في التصحيح ،وهو ما لا نأمل وقوعه .

الحقيقة المرة الثانية التي توصل إليها أساتذة المادة ،وتمت الإشارة إليها في مقال الأمس ،هو أن المستوى العلمي لواضع الامتحان مشكوك فيه على جميع المستويات :

*مستوى قراءة الرواية ،وتمثلها وضبط طريقة بنائها .

*مستوى المفاهيم المساعدة على عملية القراءة .

المستوى البلاغي والجهاز المفاهيمي المشكل له .

*المستوى اللغوي في شقه التداولي .

وبناء عليه نستسمح السيد مدير الأكاديمية في استباق يتعلق بنتائج لجنة التحقيق المزمع القيام بها لدر الرماد في العيون لنقول بان المتهم الأول والأخير هو شخصه وأذنابه من المفتشين الذين يسترزقون في البيوت والمنازل ويعيشون على فتات ما تبقى من موائد أولياء، نعمتهم من التلاميذ وأرباب بعض مدارس التعليم الخصوصي ضاربين بعرض الحائط كل القوانين ،وفي مقدمتها الاشتغال بدون تراخيص في  مدارس خصوصية عدة لا علاقة بينها وبين ما يشرفون عليه من مقاطعات تربوية سوى ما يعرف باقتصاد الريع ،هؤلاء هم من أسرعوا في وضع الامتحان ،ليقضوا ساعات تلو الأخرى في البيوت مدرسين /ماكرين .”ويمكرون ويمكر الله ،والله خير الماكرين .

غيور