آخر الأخبار

قادة الجزائر ومنطقة القبايل

محمد نجيب كومينة 

شعر قادة جزائريون بالاستفزاز عندما تحدث مندوب المغرب لدى الامم المتحدة عمر هلال عن الشعب القبايلي و عن تقرير مصيره، رغم ان هلال كان يرد على الخرجة العدوانية للعائد الى الخارجية الجزائرية رمطان العمامرة التي كانت موجهة ضد الوحدة الترابية للمغرب وضد وحدة الشعب المغربي، و كانت كلمة هلال من باب هذه بمثلها، مع العلم ان لا احد في الجزائر وخارجها يمكنه ان ينكر ان بين نظام الجنيرالات و بين منطقة القبايل حاليا قطيعة عكستها الانتخابات المختلفة والاستفتاء على الدستور، بينما المعروف ان ساكنة اقاليمنا الجنوبية تسجل اعلى نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاء على دستور 2011، وان الاقلية الموالية للبوليساريو لا تقارن لا من قريب او بعيد مع الاغلبية المندمجة والمرتاحة في انتمائها لوطنها المغرب.
حكام الجزائر يرغبون في الاستمرار في استعمال ورقة الانفصال ضد المغرب، لان وهما ورثوه عن الجزائر الفرنسية يدفعهم الى التصرف بغباء سياسي واستراتيجي، و يحتجون على المغرب عندما يرد لهم الصاع و يكشف لهم انه من السهل دائما اللعب بورقة الانفصال، واللي فيه الدخلة ما كاين لاش يتعنتر على لخوا، لكنه تحاشى دائما اللعب بها من باب الرهان على المستقبل المغاربي و وحدة الشعوب المغاربية، دون ان يعني ذلك انه سيبقى ايجابيا عندما تتعاظم سلبية الطرف الاخر وتصل به الى درجة العدوانية والسلوك العدائي في كل المحافل وفي كل الاوقات .
كيف يقيمون الدنيا و لايقعدونها بعد رد السفير هلال على الخبيث، المشحون بالحقد على المغرب، العمامرة، الذي اعيد للوزارة لانه خزان حقد و رجل خبث ارتبط صعوده السلم بمحاربته للمغرب والمغاربة وليس لشئ اخر، و لا ينتبهون الى ان البادئ اظلم وان لعمامرة شاء الاعلان عن عودته بالتفوه بكلام قديم قدم عقله لم يراع جدول اعمال مؤتمر عدم الانحياز و لا مختلف المستجدات التي حصلت و جعلت خطابه خارج التاريخ.
الجزائر الشقيقة ضحية نخبة تربت في حضن العسكر والمخابرات وتنظر الى ماحولها نظرة حولاء و تحدث نفسها بما يناسبها ولا ترغب في الاستماع لاحد، ولذلك نراها تعمل على مصادرة حق الشعب الجزائري الشقيق في التغيير الديمقراطي، الكفيل بانهاء حكم العسكر، باساليب بالغة الخبث وعمياء ظهرت في طريقتها في معاملة مطالب الحراك وفي تعميق الهوة مع منطقة القبايل و بشكل خطير جدا، وهو واقع سابق على رد السفير هلال على الوزير لعمامرة، فلا مجال للركوب على الرد بحثا عن تحريك شئ ما لن يتحرك في منطقة القبايل، لاننا في 2021 وليس في 1963، وبين التاريخين قام النظام العسكري بما لم يقم به الاستعمار لدفع القبايليين الى الشعور بان مساهمتهم الاساسية في معركة التحرير قد سرقت منهم.