آخر الأخبار

في محراب التأليف

بداية اتقدم بالشكر لجمعية الكتاب وللمكتب الاقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمراكش على الدعوة الكريمة وهذه الالتفاتة النبيلة وهي تعبير صريح عن الاهتمام بالمشترك بيننا واننا باستطاعتنا ان تتلاقح افكارنا بين النضال والابداع ،وهي اشارة كذلك لبيبة وواعية من المشرفين على المكونين معا. تجسد هذه العلاقة وان النقابي حري به ان يكون مبدعا في مجاله والابداع هو ان تجيد وتجود ماتقوم به في مجال تخصصك وان تترك بصمة لن تنمح ويحفظها لك التاريخ.
اسمحوا لي في البداية ان اتقدم بالشكر لكل من شجعني لاصدار هذا المؤلف ابتداء بزوجتي التي امنت بقدراتي فامنت لي حيزا من الزمن لاتفرغ للكتابة او بعبارة اصح ان اعود لحضن الكتابة بعدما غادرتها سنة 1991 ورجعت بشكل متقطع منذ 1996. تجاوزت عن شغبي ان لم اقل طيشي الذي لا تضبطه ساعة ولاجدول زمني. لوحدها احتاج لكتاب حتى ارد لها جميلا لن انساه.
اشكر كذلك اخ عزيز غادرنا الى دار البقاء وهو الذي كنا نتقاسم سويا لحظات من الزمن الجميل استطعنا ان نكسر قاعدة الغريمين ادارة ونقابة ونجعلها شراكة حقيقية وحميمية في نفس الوقت و لنقوم بتحليل وتمحيص كثير من المفردات باخضاعها لمختبر ادبي وجمالي ونحن نبعدها سويا من الاستنطاق والفعل المخابراتي. الاخ محمد شبار شريك في هذا المشروع ولروحه ووفاء لها قررت خوض غمار هذه التجربة و النشر بعدما خضت مغامرة اولى للكتابة. ان هذا المؤلف ابراء ذمة لرجل امن بقدراتي وكان يسالني في كل مرة بقولة : هل من جديد ؟ كما اتقدم بالشكر الجزيل لبعض المنابر الاعلامية التي احتضنت مقالاتي في مواقع مختلفة وكثيرة دون جرد او حصر.
اشكر الذين حضروا والذين اعتذروا لطارئ مفاجئ حال دون رؤيتهم وحتى الذين لم يحضروا. الكل اقدم لهم الشكر فقد استطعت ان احرك فيكم جذوة الاهتمام ان هناك حدث ما ستحتضنه قاعة المجلس.
اسمحوا لي ايها السادة ان اشرح مؤلفي بمنظار مخالف لاجيب على سؤال حاصرني في عديد من المرات :
هل باستطاعة الفاعل النقابي ان يكسر القاعدة ويخوض تجربة وغمار الكتابة وينتقل من ساحة النضال الى معركة التاليف ؟
كثير منا تستهويه الكلمات والشعارات ومكبرات الصوت ومحاصرة رجال الأمن للحلقات وعيون المخبرين و اجناس من رجال الصحافة و طيف من الفضوليين ،فينسى او يتناسى الحدث الذي يبقى سجين الذاكرة خشية ان ينمح وبعض الصور وتقارير هنا وهناك وانتهى الامر. انه يريد ان ينتقل بهذا الفعل الى الكتابة حتى تبقى في رصيد الفعل النقابي وصرح النضال. مكتبة النقابة فقيرة من التاليف وقليل هم من خاضوا هذه التجربة ان لم اقل معدودين على رؤوس الاصابع .ان تزاوج بين رصد الخلل والصياغة الادبية فامر يحتاج لتدبيره توليفة ادبية في لبوس نضالي يتلمس فيه القارئ النفس النضالي وجمالية الكلمات ،وهي عملية معقدة تحتاج لدربة وصنعة لم تات بتلقائية كما يعاقد البعض بل تحتاج منك اولا الى التاكد من مصدر وصدقية الخبر وكل الامور الدقيقة التي تحيط به كما تحتاج لقالب ادبي يناسب وينسجم معها.
المؤلف ليس بمفهوم اكاديمي لقد كسرت قاعدة وحدة الموضوع فجعلته صرخات متعددة النبرات و المعاني تقف عند كل حدث لتوثقه بامانة مؤطرا بموقف واضح .كثيرة هي العناوين والمقالات التي ضاعت فجمعت ماتبقى منها حتى لا تلقى نفس المصير اريد لها ان تشكل بصمة في مسار اخر قد تلتقي معه في ارضية مشتركة لتشكل صورة مصغرة له لكنها حاولت ان انها البداية لشكل ونوع اخر من النضال ثابث على الخط يؤدي دوره كما في السابق ولن يحيد عنه.
اعلم جيدا ان مجال الكتابة ليس سهلا واختيار خط معين كما خلق لك معجبين في المقابل هناك اعداء لكن موقفي ثابثدمع خط تحرير ثابث دون النظر لعامل القلة هنا والكثرة هناك فلست شاعر بلاط ولا ابيع الكلام.
تلكم كلمات وليدة اللحظة وانا اقصد مكان الاحتفاء.

ذ ادريس المغلشي