آخر الأخبار

في ليلة عودة الحارثي… جماهير تملأ المدرجات وفريق بلا روح

في أمسية كروية كانت تُفترض أن تكون عرسًا رياضيًا بامتياز، وأمام مدرجات غصّت بالجماهير المراكشية المتعطشة، عاد ملعب الحارثي التاريخي ليحتضن لقاء الكوكب المراكشي في أول ظهور رسمي له منذ سنوات، لكن العودة لم تكن كما حلم بها الأنصار، بل تحوّلت إلى صدمة ثلاثية على يد نهضة بركان، بطل الدوري الاحترافي وكأس الاتحاد الإفريقي.

الجماهير الحمراء حجّت بالآلاف وملأت جنبات الملعب عن آخرها، صنعت أجواءً استثنائية تعيد إلى الذاكرة سنوات المجد والهيبة، لكنها فوجئت بفريق مشتّت، بلا روح، يفتقر للحد الأدنى من التماسك، والنتيجة: خسارة بثلاثة أهداف دون رد أمام خصم لا يرحم، يُعد اليوم من أقوى الأندية في القارة.

نهضة بركان، بخبرته الإفريقية وتجانسه العالي، لم يحتج كثيرًا ليكشف هشاشة الكوكب. الفوارق كانت واضحة منذ البداية، والكوكب بدا وكأنه دخل اللقاء فقط من باب المجاملة، وليس برغبة المنافسة. الأخطاء الدفاعية، التمركز العشوائي، والارتباك في خط الوسط كلها عوامل سهّلت المهمة على البطل القاري.

اللحظة التي كانت قد تغيّر مجرى اللقاء جاءت حين أعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح الكوكب، لكن العميد رضى بوغيمة أضاعها بشكل غريب، لتتبدد معها الآمال وتزداد الأمور سوءًا بعد ذلك.

المدرب رضى حكم، الذي رافق الفريق في رحلة الصعود إلى القسم الوطني الاحترافي الأول، بدا مرة أخرى محدودًا، وعاجزًا عن مجاراة الأحداث أو القيام بتغييرات تُنعش الأداء. الانتقادات التي طالته في الأسابيع الأخيرة بالقسم الثاني تجد اليوم مبررًا أقوى، خصوصًا مع هذا السقوط المؤلم أمام خصم من العيار الثقيل.

ما حصل في ملعب الحارثي ليس مجرد هزيمة عادية، بل جرس إنذار حقيقي: الصعود لا يعني الجاهزية، والوفاء الجماهيري وحده لا يصنع فريقًا تنافسيًا. الكوكب بحاجة إلى إعادة هيكلة تقنية عاجلة، وانتدابات تليق بمستوى القسم الأول، ومدرب قادر على المواكبة والتطور، إن أراد النادي ألا يعود من حيث أتى.

الجمهور كان في الموعد، لكن الفريق خذله… والعودة إلى الأضواء تحتاج أكثر من مجرد بطاقة صعود.