آخر الأخبار

في ذكرى وفاة الرفيق رشيد سكيرج

المرحوم رشيد سكيرج، مسؤول سابق بجهاز «الكاب1» في خدمة 23 مارس.

في المرات المحدودة التي التقيته فيها بمناسبة بعض الاجتماعات أو الندوات التنظيمية ترك لدي انطباعا بأنه شخص «يصعب الاقتراب منه» وأكد لي ذلك في ما بعد أكثر من واحد.

كان رشيد سكيرج صعب المدراس، هذا ما كان يوحي به الظاهر، وتؤكد هذا الايحاء شهرته كأحد قدماء جهاز «الكاب1»؛ بل ثاني اثنين في قمة هرم الجهاز الأمني الأول في مغرب ما بعد الاستقلال، أولهما هو أحمد الدليمي طبعا. بل إن هذا الأخير كان يحتاج الى توقيع رشيد سكيرج لصرف بعض الأموال وعندما كان سكيرج يعترض على وجوه صرف تلك الأموال كان الدليمي يسطو على الأبناك لأخذ حاجته من المال.. هكذا بدأ نجمه بالصعود.

أما رشيد سكيرج فقد كان مناضل الساعة الأولى في حزب الاستقلال والتحق بالادارة العامة للأمن الوطني في عهد أول مدير لها محمد الغزاوي، بإشارة ربما من مهندس التنظيم في الحزب: المهدي بنبركة. وعندما انشق الجناح اليساري في 1959 عن حزب الاستقلال أصبح رشيد سكيرج عين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والمهدي بنبركة في جهاز الدولة الأول. كان هذا هو مغرب الاستقلال. لم يحسم شيء في aix les bains لا على مستوى الاختيارات ولا على مستوى شكل السلطة ولا على مستوى الفاعلين. كل شيء يحسم الآن على مراحل وفي عين المكان.
فرنسا تركت المغرب حقل ألغام.. جهاز المخابرات كان إحدى ساحات الصراع.. أصبح الدليمي يراقب سكيرج ويتنصت على مكالماته. وعندما أحس باقتراب الخطر، وكما في أفلام الجاسوسية، وعلى متن سيارته الـ BMW اتجه الى تطوان ومنها الى باب سبتة حيث ركن سيارته واجتاز الى الجهة الأخرى وهو يرد على السلام العسكري لمرؤوسيه من شرطة الحدود. اختفى عن الأنظار منذ 1963 حتى ظهر سنة 1966 في قصر العدالة بباريس كشاهد رئيسي في محاكمة مختطفي المهدي بنبركة. وصلنا إلى maison alfort جنوبي شرق باريس. وهكذا وجدتني، دون مقدمات، في «قلب» جريدة 23 مارس.

احمد الحجامي