آخر الأخبار

في الحاجة إلى اتحاد إشتراكي قوي

في الحاجة الى إتحاد إشتراكي قوي …
عادة ما تبدئ الكتابة في مثل هذا الموضوع بتذكر و إستحضار التاريخ، تاريخ حزب كالإتحاد الإشتراكي من باب السماء فوقنا، فلا يمكن التحدث عن تاريخ لوطننا المغرب الحديث بمعزل عن حزب نشأ من رحم الحركة الوطنية أعقب ذلك تاريخ تليد مشرف رغم ما أعقب تحرير الوطن من دم و دموع. لا أريد التكلم اليوم و بالضبط اليوم عن هذا الماضي الذي فيه ما فيه، اليوم صفحة جديدة من تاريخ الإتحاد تريد هي بنفسها أن تفتح نفسها و نريد كلنا أن نفتحها و قد حاولنا جاهدين .. و لكن في معرض المحاولة ما الخلل ?? ثم ما العمل ??.
الواقع في تقديري البسيط أن الفكرة الإتحادية النبيلة و التي قوامها المساواة و العدالة في توزيع الثروة و الحريات الجماعية و الفردية تتعرض لهجومات خارجية و داخلية أرجعتها فكرة متجاوزة في المنظور العامة مقارنة مع فرجوية من (الفرجة) التي تنبثق من إقتتال خارجي و داخلي بفعل فاعل أو فاعلين و ضربات ممنهجة تحاول إفراع الفكرة من حمولتها لغايات معروفة.
الآن و رغم كل الضربات الموجعة التي تلقاها هذا الاتحاد هذا الحزب الإشتراكي الكبير بالمغرب و بعد فتح مبادرة المصالحة و تخليد ذكراه الستين … ألم يحن الوقت بعد للتفكير في بلورة المدرسة الإشتراكية الجديدة أليس هذا هو الوقت المناسب لطرح آفاق إشتراكية جديدة مندرجة في الممكن تحقيقه في الواقع المغربي على أساس تلبية إنتظارات مئات الآلف من الشباب التواقين للإنعتاق من طوق الليبرالية الجشعة.. أليست الإشتراكية الديمقراطية ملاذا و حلا عمليا قد ينجذب له المواطنون تلقائيا متى أحسوا أنه مخرج حقيقي لمعاناتهم اليومية ضد الإستغلال و الإستبداد الذي ساد في بلادنا في إطار أحادية قطبية ليبرالية زادتها المذهبية الإسلاموية سوءا و عبثا ..
تلك أسئلة تكشف واقعا مجتمعيا ما فتئ يشتكي شراسة الوضع القائم و جوره و فشله في ظل ضبابية المشهد الذي لا يراوح مكانه بل يزيد قتامة و ظلاما في وجه الأجيال القادمة.
لا أريد من خلال كلماتي هذه أن أقول أن الإتحاد الإشتراكي هو عصا موسى لحل المشاكل كلها، و لكن لأوضح فقط أنه بإتحاد إشتراكي قوي بفكره و مجدد لمدرسته الإشتراكية، متحد بكل أبنائه، منسجم بإديولجيته و أفكاره و وفي لتارخيه و تضحيات شهداءه، بعيد و مستبعد للإنتهازيين ستحصل الحتمية التاريخية في المغرب الحديث و هي ضرورة عودة الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كقوة مستجيبة لحاجة مجتمعية في تعضيد وطن قوي.