805
البشير.. طفل لا يتعدى من العمر 13 سنة، يتيم الأب، أمه تعاني مرضا نفسيا، مزداد بجماعة الكنثور إقليم اليوسفية في كنف أسرة فقيرة.. عانى الأمرَّين فهجر حجرة الدرس، استقبله عالم الشغل صغيرا، يبيع كل ذي قيمة في الأسواق.. إلى أن تعرض للاغتـ … صاب على يد 45 حيوانٍ آدمي.. استباحو عرضه وشرفه بموسم مولاي عبد الله.. خدَّروه واغتـ صبوه.. فاض دمع عينيه، إذ أيقن البشير أن هذا الوطن لا يتسع للضعفاء والمساكين، توجه نحو مسقط رأسه بالكنثور، مأساته تركت ندوبا قوية في ذاكرته الهزيلة، ذاكرته لا تقوى على معالجة مشاهد على هذه الشاكلة، يتفرس في وجوه العابرين أمامه، فلا يكاد يتبين إلا وجوه المغتـ … صبين…
تبنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قضية البشير، إذ توجهت نحو مركز الدرك الملكي باليوسفية للإبلاغ عن جـ ـريمة بشـ ـعة، وعلى إثر ذلك جرى نقل البشير نحو المستشفى الجامعي بمراكش لتلقي العلاج، أما السَّفلة عديموا المروءة فهم أحرار طلقاء.
إن هذه محنة مجتمع كامل، إننا أمام امتحان لكرامة الإنسان، لشرف الأمة وللضمير الإنساني ككل، فهل يا ترىٰ سنتوفق أم نخيب …؟!