هداوة المغرب القديم، وهي فرقة مغربية لها طقوس وموسيقى وحتى قصات شعر خاصة ـ وهي تقاوم الاندثار حيث لم تعد لها تجمعات إلا في أماكن معدودة مثل الساحة الصغرى لجامع الفنا وبالضبط أمام مقهى فرنسا ـ كما أنهم موجودون بمدينة مكناس أيضا ـ أما تسمية الهداوة فهي تنسب إلى سيدي عبد الهادي العروسي ـ من بني عروس غير بعيد عن مدينة العرائش ـ الملقب بسيدي هدي الذي عاش أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن ـ محمد الرابع ـ الذي حكم المغرب بين سنتيّ 1859 و1873 ـ من مواليد العام 1830 ـ علما أن التاريخ المغربي يحفظ لنا سجلات فرق شبيهة اندثرت ولم يعد لها ذكر بفعل التحولات الاجتماعية المتسارعة منذ النصف الثاني من القرن الماضي على وجه الخصوص ـ وذلك على غرار فرقتيّ جيلالة وحمّادة بدورهما ـ ويبقى الدعدوع من أشهر الآلات الموسيقية التي ارتبطت بهداوة ـ أما في الثقافة الشعبية المغربية ـ فيوصف الشخص الذي قد لا يعتني أو لا يحفل كثيرا بهندامه أو ذلك الذي يتبنى نمط الحياة البوهيمية بالهداوي ـ وهو نفس النعت الذي قد يطلق على الشخص الذي يطلق العنان لشعره أو “الشعكوكة” كما يسميها التعبير المغربي الدارج ـ فيما يطلق وصف “الدعدوع” على الصوت الخشن الأجش ـ أخيرا جدير بالذكر أن اندثار مثل هذه الفرق لا يمكن أن يمحو تغلغلها في الوجدان الجمعي للأمة المغربية بسهولة ـ وكمثال على ذلك أن فرقة جيلالة سالفة الذكر لم يعد لها وجود منذ عقود من الزمن ـ لكن ما زال المغاربة يصفون الشخص المطبل بأنه “تابع جيلالة بالنافخ” ـ كما أن اسم جيلالة ارتبط بواحدة من أشهر الفرق الموسيقية ليس في المغرب فقط لأن شهرتها طبقت الآفاق ـ ألا وهي فرقة جيل جيلالة صاحبة الروائع الفنية الخالدة…
منقول
