آخر الأخبار

عيد الأضحى بمراكش : ازقة و أحياء ملتهبة

 تحولت العديد من البقع الفارغة بأزقة مراكش و شوارعها صباح عيد الأضحى الى أفرنة ملتهبة لإحراق رؤوس الأغنام و قوائمها .

عشرات الشبان شرعوا قبيل يوم العيد في جمع العديد من القطع الخشبية و جذوع الأشجار و بعض المتلاشيات كالافرشة المتهالكة ، و تهييء أماكن خاصة لاضرام النيران قصد إحراق رؤوس الأضاحي و قوائمها .

ففي الوقت الذي عملت الشركتين المكلفتين بتدبير قطاع التطهير الصلب بالمقاطعات الخمس التابعة للمجلس الجماعي لمراكش على تخصيص فرق لجمع النفايات حيث استمرت المجموعة الاولى الى حدود الساعات الاولى من يوم العيد،  تمكنت خلالها  من تنظيف ازقة المدينة و شوارعها و نقل الأزبال الى المستودعات الخاصة، حيث وجد المراكشيون اثناء توجههم الى المصليات لأداء صلاة العيد جل الحاويات فارغة .

مباشرة بعد الصلاة  انطلقت  عملية نحر الاضاحي، لتشرع الحاويات في الامتلاء بل هناك من يعمد الى التخلص من الأزبال بوضعها بجانب الحاويات و لا يكلف نفسه فتحها لوضع النفايات بها .

و عزا أحد المواطنين سبب التخلص من النفايات المنزلية بتلك الطريقة الى انعدام الاكياس البلاستيكية التي كانت تعوض  ” سطل الزبل ” .

و تجدر الاشارة إلى أن  بعض الشبان يعمدون إلى إفراغ  الحاويات بحثا عن جلد الأضحية ” لبطانة ” التي عمدت العديد من الأسر بمقاطعة جيليز الى التخلص منها مع مخلفات الأضحية و ما تحويه أحشائها كالامعاء و غيرها .

و يمكن القول أن قيام بعض الشبان قاموا بإحراق رؤوس الاضاحي في غياب مستخدمي ” الفرناطشي ” الذين ينحدر  أغلبهم من المناطق الجنوبية، بعد أن غادروا مراكش لقضاء العيد رفقة أسرهم .

المهنة المؤقتة لإحراق رؤوس الاضاحي من طرف بعض الشبان انتشرت كثيرا بالمدينة و ساعدت على إنجاز هذه المهمة المستعجلة التي تأتي مباشرة بعد عملية الذبح، درءا  لتأثر الرأس بحرارة الطقس، وهي العملية التي استمرت في بعض الأحياء الى وقت متأخر خلفت أكواما من النفايات بمختلف ازقة المدينة و شوارعها، في الوقت الذي عمد بعض الشبان الى جمع مخلفات تلك الأفرنة و وضعها بالحاويات غادرها البعض الآخر بعد قضاء يوم كامل تحت أشعة الشمس الحارقة ، في مواجهة نيران متوهجة لفحت وجوههم و هم يراقبون الرؤوس و يكسرون قرونها قبل تقديمها للزبون الذي لا يتوانى في تقديم المبلغ المطلوب و احيانا يتجاوزه كصدقة جارية يوم العيد على هؤلاء الشبان – على حد تعبير أحدهم – سلم لابن الجيران مبلغ خمسون درهما مقابل احراق رأس الأضحية .

عانى عمال و مستخدموا شركات تدبير التطهير الصلب في جمع مخلفات  تلك  الأفرنة  المتنقلة حيث شرعت المجموعة الثانية في العمل زوال يوم العيد، بعض العمال غادروا منازلهم مباشرة بعد نحر الأضحية لجمع النفايات من الحاويات التي فاقت طاقتها الاستيعابية، لتتراكم الأزبال بجانبها مخلفة روائح كريهة أشعة الشمس الحارقة طيلة يوم العيد .

حيث اضطر مستخدموا الشركات المذكورة الى انتظار نهاية عملية احراق الرؤوس التي استمرت في بعض الأحياء الى وقت متأخر، لجمع مخلفاتها و إخماد ما تبقى من نيرانها، في الوقت الذي غادرها روادها لتوزيع ما تحصل منها فيما بينهم قبل اخد دوش و الانخراط في أجواء العيد، في انتظار ما سيحمله الليل من مفاجات سواء بمقرات الشرطة او المستشفيات .

التخلص من جلد الأضحية ” لبطانة ” خلق مهمة اخرى الشبان الحي المكلفين بإحراق رؤوس الاضاحي، حيث تكلف البعض منهم بجمعها و عرضها بجانب الأزقة في انتظار  بعض العربات التي كانت تجوب الأحياء لاقتنائها و نقلها الى الشارع الرابط بين سوق الخميس و منطقة دار الدباغ بالقرب من سوق الجلد و الذي شهد أكواما من الجلود على جنبات الشارع المذكور ، قبل ان تحل بعض الشاحنات لنقلها ، في وقت كانت الفرقة الثانية من عمال النظافة تغادر مقرات العمل في محاولة لمشاركة اسرهم اجواء العيد .