آخر الأخبار

عن أي نجاح تتكلمون ؟

إدريس المغلشي 

عرفت السياسة في الاونة الاخيرة تحولا خطيرا مس اهم مقوماتهاالتي تتأسس على اهداف نبيلة.وعوض سعيها لتقديم أجوبة لما نراه من قرارات لاشعبية،استهدفت القوت اليومي للمواطن بعدما عاكست طموحاته نراها بشكل نرجسي تبرزكينونتها بخطاب فارغ وبناءالذات على حساب الآخرين لم نعد نسمع خطابا متزنا له حمولته الحقيقة.ونحن على هامش حدثين هامين نهاية هذا الأسبوع الماضي بعد انتهاء الدورة البرلمانية وانعقاد مؤتمر حزب الاصالة والمعاصرة . يبدو أن المجال السياسي لم يعد يعرف تلك المتابعة الشعبية بالنظر لانتظارات الشارع .رجعنا لنقطة الصفر لنطرح السؤال من جديدلماذاارتفع مستوى العزوف السياسي في الآونة الأخيرة؟ وبدا بشكل عام سخط شعبي على كل ممثلي الأمة بدون استثناء لعدم قيامهم بواجبهم اتجاه من صوتوا عليهم . فعلا حالة التذمر والخروج للشارع من اجل اعلان الرفض كتعبيرصريح على العلاقة التي اصبحت متشنجة بين المواطن والمؤسسة الحزبية.

ماشهدته الدورة الأخيرة من سلوك سياسي تجلى في الخطاب والمصطلحات الدائرة بين الفاعلين السياسين من رئيس البرلمان مرورا برئيس الحكومة وباقي ممثلي الاغلبية والذين استمدوا قوة هذا الانحراف من الهندسة العددية التي فرضتها محطة 8 شتنبر والتي اعطت لكل التدخلات المستهجنة شرعيتهافي الممارسة امام ضعف لايكاد يخفى على كل متتبع سجلناه في حق المعارضة التي لم نسمع لها صوت مرافعة قادرة على تنبيه السلوك الحكومي المنحرف.صورة اصبحت مستفزة لدى المتتبع وساهمت في كل مانشاهده الآن .لم يعد لدى المواطن الوقت لسماع التنابز وتبادل التهم بين الطرفين عوض تقديم حلول واجوبة .
لكن مايستفز حقيقة ان نرى امين عام لحزب يعقد مؤتمرا وطنيا اصبح سجين اوهام الزعامة والردود على الآخرين.
تناول كلمته بطريقة القاء توضح عدم قدرته على التخلص من عدد الخيبات التي جرها وراءه وضغوطات المحيط التي لاينكرها الا جاحد .بدا متوثرا وهو فاقد للتركيز بعدما لوح بمفردات حتى بتنا نتساءل عمن صاغ كلمة فيها من التمديد والتمطيط الممل ماشكل لحظة تعذيب للضيوف .وتساءلت مع نفسي كيف لامين عام غير قادر على ارتجال كلمته في جلسة افتتاحية امام ضيوف من اقطار مختلفة .وكيف لم يستطيعوا تنبيهه أن ضيوف المؤتمر لا توجه اليهم كلمات باللمز والهمز ضدا على الاخلاق .ثم يعود ليشكرهم في تناقض صارخ غير مفهوم وفاقد الاعراف والبوصلة.
المؤتمر يشكل لحظة تقديم حصيلة وتقييم وضعية ، لكن بشكل ضمني يبدو أن احساسه بأن قطاره وصل إلى المحطة الاخيرة وان مسار استوزاره لم يكن موفقا مع ما واكبه من لغط واحتجاج وهو فشل غير خاف على احد.كما ان ملف قيادات من الحزب المعتقلة بشبهة تورطها في المخدرات وغيرها من المشاكل التنظيمية التي واكبت الاعداد للمؤتمر . لاشك أنها أرخت بظلالها على الجو العام وعوض فتح نقاش وجيه لجأ صاحبنا كالعادة الى تصدير الأزمة خارج الحزب .
وهناك من يقول أن الاحزاب لم تعد تمتلك شعورا انسانيا وهي تحتفل بانعقاد مؤتمرها في جو غلب عليه المبالغة في اظهار الفرح الذي فضح اخلاقيات السياسة وإلا من حقنا التساؤل هل يحق لحزب في الحكومة ان يحتفل بنجاحه السياسي واغلب المواطنين التابعين لجماعاته يبيتون في العراء ولم يسو لحد الساعة ملف دعمهم ولا تمكينهم من سكن لائق .انها قمة الانتهازية حين يتخلى الحزب عن وعوده والتزاماته .