آخر الأخبار

عـــجـــائــب اللغــــة العـــربــيـــة

المبارك الگنوني

حبرت البارحة 13مارس تدوينة بالفرنسية حول دقة هذه اللغة، وتطرقت لكتاب: “La disparition” للكاتب Georges Perec.هذه الرواية مكونة من 300 صفحة بإعجاز إبداعي مبهر،حيت لم يُستعمل حرف “E” ولومرة واحدة في الكتاب. وهنا يكمن سر العنوان أي اختفاء حرف “E”في الرواية كلها. هذا طبعا لا يقلل من لغتنا العربية التي تزخر بأسرار لغوية ودقة تعبيرية لا تضاهيها لغة أخرى من لغات الأرض.
هذه الكلمات عندما تقرأ حروفها من اليمين وعندما تقرأ من اليسار لا يحدث لها اي تغيير ويسمى هذا النوع من الادب ( ما لا يستحيل بالانعكاس ).
“سر فلا كبا بك الفرس” . “طبـــخ رفــيقي فرخ بط “، “عقرب تحت برقع”
يمكنك قراءة العنوان من اليمين إلى اليسار، أو العكس. والعبارة استلفتها من عماد الدين الأصفهاني، الذى جاء فى كتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور, أن القاضى الفاضل مر عليه، راكبًا فرسه، وحيّاه قائلًا: دام عُلا العماد، فرد عليه الأصفهانى التحية بقوله: سِرْ فلا كبَا بك الفَرَس. ولعلك لاحظت أن الجملتين، أو الدعاءين، يمكن قراءتهما من اليمين أو اليسار!.من ذلك، أيضًا، قول ناصح الدين الأرجاني: مودته تدوم لكلِّ هول.. وهل كلٌ مودته تدوم؟، وعلى النحو نفسه، سار شعراء آخرون، وتبعهم العوام بعبارات من عينة: زوج عجوز.. حوت فمه مفتوح.. وحصان ناصح. ومع أن لغتنا العربية يُسر لا عُسر، كما قال عميد الأدب العربى طه حسين، إلا أنك ستجد بين القدماء من جعلوها ألغازًا وخرجوا منها بمعادلات معقدة، إما لاستعراض مهاراتهم اللغوية، أو لاستخراج الدُّر الكامن فى أحشاء بحر اللغة.لقد تفنن بعض الشعراء في نظم قصائد. بيت شعر يتحول بقلبه من مدح الى ذم بقرءاة كلماته من اخر كلمة الى اول كلمة.
هذه الابيات الغريــب فيـــــــها..أنــك تستطيـــع قراءتها أفقيــا ورأسيـــا

-1ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
-2صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
-3وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
-4محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال
اقراء الحروف بشكل معكوس تبقى القصيدة كما هي…
بيت شعر للقاضي الارجاني :
مودته تدوم لكل هون * وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع …حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين:
حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلـموا فـلا زلّت لهم قدمُ **** رشـدوا فــلا ضـلّت لهم سـنن
الابيات السابقه جزء من القصيده الرجبيّه، ولها ميزة عجيبه الا وهي:
ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمة ايضاً.
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلــّت فلا رشـدوا **** قـدمٌ لهم زلّت فــلا سلموا
ابيات عجيبة تُقرأ من اليمين مدحاً ومن اليسار ذماً .
وأخيرا لقد نبهني المرشد الأريب الأستاذ المرحوم “إدريس بوطور”قبل سنة إلى أن ديوان المغاربة الملحون يشتمل على قصيدة اسمها:”الناشفــة” في مدح خير البرية للمرحوم محمد بن علي الدمناتي، وقد سميت بهذا الاسم لأن كلماتها كتبت بإعجاز فني وأدبي بديع، حيت لا يوجد بالقصيدة أيَّ حرف منقوط.