قبل ثلاثة مواسم، تحمل عزيز الكيناني على عاتقه مسؤولية تدريب حراس المرمى في فريق الكوكب الرياضي المراكشي ، ليصبح عنصراً لا غنى عنه في منظومة العمل الفني، ورمزاً للصبر والإخلاص في تطوير هذا الخط الحساس. رغم خجله وطبيعته الهادئة، إلا أن أثره في تطور أداء حراس المرمى كان جلياً وواضحاً، خاصة مع الحارس الشاب محمد الجمجامي.
يُذكر أن عزيز الكيناني كان حارس مرمى لعدة فرق، من بينها الكوكب المراكشي، كما كان جزءًا من المنتخب الوطني، ما يمنحه تجربة كبيرة وثقة واسعة في ميادين كرة القدم. هذه التجربة كلاعب مخضرم تضيف لبصمته التدريبية قوة وفهماً عميقاً لمهام الحارس وكيفية التعامل مع الضغوط في المباريات.
في وقت كان البعض داخل الإدارة يتجه نحو التعاقد مع حارس مرمى جديد كبديل أو منافس، كان عزيز الكيناني متمسكًا بإمكانيات الجمجامي، مؤمنًا بموهبته ومعتبرًا إياه رهان المستقبل للفريق. لم يكتفِ بالدفاع عن الحارس فقط، بل طالب الإدارة بالإبقاء عليه، مبرهنًا على إيمانه العميق بقدراته التي أثبتها تدريجيًا داخل الميدان.
تحت إشراف الكيناني، شهد الجمجامي نقلة نوعية في مستواه الفني والتكتيكي، حيث أصبح أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على التعامل مع مواقف الضغط في المباريات. وهذا النجاح لم يكن وليد صدفة، بل نتاج عمل دؤوب ومتواصل، ملؤه التركيز والانضباط.
عزيز ليس فقط مدربًا محترفًا، بل هو قائد حقيقي خلف الكواليس، يتعامل باحترام تام مع جميع الحراس، بغض النظر عن وضعهم في الفريق، مبتعدًا عن أي أجواء تنافسية سلبية، ومكرسًا جهوده لرفع مستوى الجميع. هو رجل يشتغل بصمت بعيدًا عن الأضواء، لا يبحث عن الشهرة أو الظهور الإعلامي، وإنما عن النتائج والنجاحات التي تتحدث عنه أكثر من أي كلمة.
شخصيته الهادئة وخجله الظاهر يخفيان خلفهما شغفًا حقيقيًا وحبًا عميقًا لكرة القدم، ما يجعله نموذجًا يحتذى به في العمل والاحترافية. كما أنه يحرص على بناء علاقة ثقة مع الحراس، مما ينعكس إيجابًا على أدائهم ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم.
عزيز الكيناني، رغم هدوئه، هو من يصنع الفارق في تدريبات الحراس، ومن يقف وراء نجاحاتهم في الملعب، رجل يستحق كل تقدير واعتراف لما يبذله من جهد وعطاء مستمر.