وجه النائب البرلماني عن دائرة الرحامنة، عبد اللطيف الزعيم سؤالا شفويا إلى السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة، بخصوص ممارسات التسريع غير البيداغوجي لاكتمال الدروس بالتعليم الابتدائي داخل مؤسسات التعليم الخصوصي،جاء فيه :
” سلام تام بوجود مولانا الإمام، وبعد
السيد الوزير المحترم،
إن الفلسفة العميقة لمنظومتنا التربوية، كما تنص عليها التوجيهات العامة والقوانين الإطار، تقوم على جعل المدرسة فضاءً للتعلم الحقيقي، لا مجرد محطة للعبور نحو الامتحانات، وتعتمد على جودة التكوين وتدرج الدروس وصون حق الطفل في الفهم والاستيعاب باعتباره ركيزة أساسية لتكوين مواطن الغد. غير أنه لوحظ، في الآونة الأخيرة، أن العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي داخل التعليم الابتدائي تسير في اتجاه مخالف لهذا المنظور التربوي، إذ يتم التسريع بشكل مفرط في تمرير الدروس بوتيرة استعجالية، لا تتيح للتلاميذ سوى سويعات قليلة للشرح والتبسيط والمواكبة، وهو ما حول العملية التعليمية – في بعض الحالات – من رحلة تعلم وتنمية للقدرات إلى سباق مبرمج نحو إجراء الامتحانات في زمن قياسي، وهو ما تسبب في قلق كبير لدى أسر التلاميذ، التي باتت تشتكي من غياب الفهم الحقيقي للدروس، وتراجع مستوى الاستيعاب، وتعريض مستقبل الأطفال لخطر تعليمي يهدد جودة المدرسة الخصوصية ويخلق فجوة في تكافؤ الفرص بين القطاعين العمومي والخصوصي.
وبناء على ما سبق، نسائلكم السيد الوزير، حول التدابير المستعجلة والآليات الرقابية التي تعتزم وزارتكم اتخاذها لوقف هذا التسريع غير البيداغوجي داخل مؤسسات القطاع الخصوصي، وضمان احترام الزمن التربوي المخصص للشرح والاستيعاب، وإعادة الاعتبار لفلسفة التعليم القائمة على التعلم والجودة وحق المتعلم في زمن بيداغوجي كافٍ يتيح له بناء مهاراته وقدراته وفق المعايير المعتمدة وطنياً.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.