بعد فترة من التوتر والانسداد السياسي، انتخب صباح اليوم عبد القادر لحباب رئيسًا جديدًا لجماعة تسلطانت، خلفًا للرئيسة السابقة زينب شالا التي قدمت استقالتها في ظل أجواء مشحونة طبعتها التجاذبات والصراعات الخفية داخل المجلس.
هذا الانتخاب يطرح تساؤلات جدية: هل نحن أمام بداية جديدة تنهي حالة “البلوكاج” التي عطّلت مصالح الساكنة طيلة الأشهر الماضية؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إعادة توزيع للأدوار داخل نفس المشهد المأزوم؟
تسلطانت، الجماعة المجاورة لمراكش، عانت خلال الفترة السابقة من غياب الانسجام داخل الأغلبية المسيرة، وصراع المصالح الشخصية والحسابات الحزبية التي طغت على المصلحة العامة. فبين الجلسات المؤجلة، والقرارات المعطلة، ومشاريع التنمية المتوقفة، فقدت الساكنة ثقتها في قدرة المنتخبين على تحسين المعاش اليومي وتدبير الشأن المحلي بجدية ومسؤولية.
عبد القادر لحباب، المعروف بخبرته الإدارية وهدوئه السياسي، يُنظر إليه اليوم كمحطة اختبار حقيقية: هل سيتمكن من إعادة ترتيب البيت الداخلي للجماعة، وفتح قنوات الحوار مع المعارضة، والانكباب فعليًا على الملفات الملحة التي تنتظر الحسم منذ سنوات؟ أم أن الكواليس التي أطاحت بسلفه ما زالت تتحكم في المشهد؟
السكان، الذين تابعوا مسلسل “التعطيل” بقلق واستياء، يعلقون آمالًا على أن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية فعلية للإصلاح، ومعالجة الاختلالات في التعمير، والنقل، والنظافة، والبنيات التحتية، خصوصًا في ظل النمو العمراني المتسارع الذي تعرفه الجماعة.
ويبقى التحدي الحقيقي اليوم أمام الرئيس الجديد هو كسب ثقة المواطنين، وتجاوز منطق الحسابات الضيقة نحو عمل جماعي يعيد الاعتبار لمفهوم التدبير المحلي، ويضع مصلحة تسلطانت فوق كل اعتبار.
فهل سيكون لحباب رجل المرحلة؟ أم أن إرث “الكواليس” سيكون أثقل من النوايا؟