عاد نادي الكوكب المراكشي إلى مكانه الطبيعي ضمن القسم الأول من البطولة الاحترافية، بعد سنوات من المعاناة في أقسام الظل، مخلفًا فرحة عارمة في نفوس الجماهير المراكشية العاشقة لهذا الفريق العريق. لكنه صعود لم يمر دون أن تُحاول بعض الوجوه المعروفة في المشهد السياسي والمحلي ركوب الموجة، واستغلال الحدث لأغراض لا علاقة لها بكرة القدم ولا بروح الرياضة.
الكوكب المراكشي بين فرحة الصعود ومخاطر التوظيف السياسي
الكوكب ليس حصان طروادة لبلوغ الكراسي، ولا جسرًا سياسيا نحو الانتخابات المقبلة. إنه نادٍ عريق، له تاريخه وجمهوره وعمقه في وجدان المدينة، وهو في حاجة اليوم إلى رجال ميدان، لا إلى هواة تلميع الصور. ما تحقق هذا الموسم هو ثمرة تعب اللاعبين، والجمهور الوفي، والأطر التقنية، لا ثمرة “الظهور” الموسمي لبعض المسؤولين حين تكون الكاميرات مشغّلة.
وراء الصعود توجد أسئلة حارقة: ما مصير ملعب الحارثي؟ إلى متى ستُهجّر الفرق المراكشية وتُجبر على استقبال خصومها خارج أسوار المدينة؟ ولماذا يُمنع الجمهور المراكشي من ولوج الملعب لأسباب لا تقنع حتى الأطفال؟ أليست هذه المفارقات هي أول ما يجب أن يُطرح على طاولة النقاش قبل التصفيق؟
الكوكب لا تحتاج لصور ولا خطب، بل إلى حل جذري لملف الملعب، إلى سياسة دعم قادرة على استقطاب مستشهرين وشركات وطنية كبرى مثل المكتب الشريف للفوسفاط وغيره، لعقد شراكات حقيقية لا شعارات فارغة.
النادي بحاجة إلى مكتب مسير قوي، وإلى مسؤولين محليين يتحلون بالشجاعة لاتخاذ قرارات جريئة، تُنقذ الفريق من دوامة التسيير الهش، لا تكرس البهرجة وتغذي الانتهازية.
إن صعود الكوكب يجب أن يكون بداية لمسار جديد، لا مجرد لحظة عابرة تُوظف في المزادات الانتخابية. وعلى الجميع أن يفهم أن الكوكب المراكشي ليس ملكًا لأحد، بل هو قضية مدينة بأكملها، وأن الجمهور المراكشي الذي لم يتخلَّ عن فريقه في أصعب الظروف، يستحق أن يُكافأ، لا أن يُقصى.
المرحلة القادمة تتطلب تظافر الجهود، ووضوح الرؤية، وجرأة القرار، لا سياسة التسويف وتبادل التهاني. لأن ما ينتظر الكوكب في القسم الأول أصعب بكثير مما مضى، والتاريخ لا يرحم.