اثارت كواليس الدورة الأولى للمجلس الوطني لمنظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، المنعقدة يوم السبت 20 دجنبر 2025 بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، موجة من الجدل الصامت داخل حزب الجرار، بعد تداول معطيات تفيد بإمكانية إبعاد فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية للأمانة العامة، عن القيادة خلال المؤتمر الوطني المقبل المؤجل.
الحديث، الذي انتقل من الهمس إلى التداول شبه العلني بين عدد من الحاضرين، فتح الباب أمام تساؤلات محرجة حول ما إذا كان الحزب مقبلاً على “انقلاب تنظيمي ناعم”، أم مجرد تصفية حسابات داخلية عنوانها الصراع على المواقع والتموقع داخل هرم القرار.
مصادر متطابقة تحدثت عن كون الوضع الصحي للمنصوري، إلى جانب تراجع حضورها في عدد من الأنشطة الحزبية، أصبح يُستعمل كورقة ضغط سياسية من طرف قيادات كانت إلى وقت قريب تُصنّف ضمن دائرة المقربين منها. الأخطر، حسب المصادر نفسها، هو ربط هذا النقاش بتسجيل غيابات حكومية ووزارية، في محاولة لتكريس صورة “القيادة الغائبة” وتبرير الدفع نحو تغييرها.
هذا المعطى فجّر حالة من الاستياء وسط جزء من القواعد الحزبية، التي تساءلت بحدة. :
هل أصبح الوضع الصحي مبرراً للإقصاء السياسي؟
وهل تحوّلت القيادة الجماعية إلى واجهة تُدار من خلف الستار بمنطق تصفية الإرث السياسي؟
يذكر أن هذا الجدل يتزامن مع صمت لافت من قيادة الحزب ، وهو ما زاد من حدة التأويلات وفتح شهية “ أصدقاء الأمس” للتموقع المبكر استعداداً لما بعد المؤتمر.
فيما يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة مقبل على واحدة من أكثر محطاته التنظيمية حساسية، حيث لم يعد الصراع يدور حول البرامج أو التوجهات، بل حول من يبقى ومن يُغادر… ومن يكتب الفصل القادم من قيادة الحزب.
