آخر الأخبار

شهب نارية تثير قلق ساكنة مراكش

في مشهد يتكرر ليلًا دون حسيب أو رقيب، يعمد مطعم شهير بمنطقة بالعكيد إلى خرق القانون بشكل سافر، من خلال إنهاء سهراته الليلية عند حدود الساعة الثانية صباحًا بإطلاق الشهب النارية في السماء، غير آبه بالضوابط القانونية، ولا بمشاعر السكان الذين تحوّلت لياليهم إلى جحيم يومي.

وإذا كان هذا المطعم يتباهى بتقديم عروض الفنون الشعبية أمام زبائنه، فإن نهاية السهرة سرعان ما تتحول إلى كابوس مزعج للأسر القاطنة بالجوار، والتي لم تعد تجد في الليل سكونه، ولا في بيوتها الطمأنينة التي يكفلها لها القانون.
صوت الشهب النارية ينفجر بقوة، ويصل صداه إلى أحياء بعيدة مثل الدوديات، مخترقًا سكون المدينة في وقت يُفترض أن يكون الناس فيه نيامًا لا مرعوبين.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح:
كيف لمطعم أن يواصل خرقه للقانون بهذا الشكل العلني والمستمر دون أي تدخل من الجهات المختصة؟
أين هي السلطة المحلية من هذا التسيب؟
وأين هي المقاربة الأمنية في حماية راحة المواطنين، إن كانت بعض الجهات تبرّر هذه الفوضى بغطاء “السياحة ؟

توصلت الجريدة بنسخ عديدة لشكايات وضعتها الساكنة المتضررة لدى الجهات المعنية، تندد بهذا الإزعاج وتطالب بوضع حدٍّ له، غير أن هذه الشكايات لم تلقَ إلى حدود الساعة أي رد أو تحرك رسمي، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية التعاطي مع معاناة السكان.

إن إطلاق الشهب النارية في هذا التوقيت الليلي لا يندرج ضمن أي نشاط مرخص، بل هو سلوك طائش ومخالف يهدد السلامة العامة، ويتسبب في القلق والهلع، خاصة لدى الأطفال، والمرضى، وكبار السن.

هي دعوة عاجلة وصريحة للمسؤولين في مدينة مراكش، لوضع حدٍّ لهذا العبث الذي يُرتكب باسم “الترفيه”، وتفعيل القوانين الزجرية، ومحاسبة كل من يعبث براحة المواطنين، ويهدر حقهم في نوم هادئ، في مدينة يُفترض أنها تحترم القانون.

فالمدينة ليست ملكًا لأصحاب المطاعم والملاهي، بل هي فضاء مشترك، يجب أن يُدار بما يحقق التوازن بين متطلبات السياحة وحقوق السكان في السكينة والراحة والاحترام.